إذاعة BBC

ابحث فى مدونتى

form method="get" action="/search" id="search">

الأحد، 4 نوفمبر 2012

الثد ييــــات

 


الثدييات حيوانات ذات دم حار وعظام فقرية يتغذى صغارها من حليب أمها، وينبت لها شعر أو فرو ويولد الصغار عادة أحياء. ومنقار البط وقنفد النمل هما الثدييان الوحيدان اللذان يضعان بيضًا وكلاهما يعيش فى أوستراليا وهى موطن معظم الثدييات الجرابية مع أنه توجد بعض الجرابيات المنتشرة فى أميركا الجنوبية. هاتان المجموعتان الأكثر بدائية بين الثدييات حل محلهما الثدييات المشيمية المنتشرة فى كل بقاع العالم. فالجنين يتغذى وهو داخل جسم أمه بواسطة الدم الذى يمر عبر مصفاة هى المشيمة لذلك تولد الصغار فى عمر أكثر تطورًا مما هو فى الأنواع الأخرى من الثدييات.

والثدييات تتراوح فى الحجم بين (الزبابه) وهو نوع يشبه الفأر الصغير إلى الحوت الأزرق الضخم وتختلف الطرق المعيشية للأجناس باختلاف أنواعها فهى تعيش فوق الأرض وتحت الأرض فى الشجر وفى الماء وفى الهواء. وعندما يتعلق الموضوع بالبحث عن الطعام يصبح من المهم جدًا أن يكون الحيوان مكيفًا على طريقة معيشية خاصة والفروق الأساسية تظهر عادة فى الأطراف وفى الأسنان وفى بعض الثدييات تكون السيقان مناسبة أكثر ما يمكن للركض وفى البعض الآخر للقفز وفى سواها للحفر أو التسلق أو السباحة أو الطيران. وتستعمل الأسنان للقضم أو للمضغ أو لتمزيق اللحم ويظهر من نوع أسنان الثدييات ما إذا كانت آكلة لحوم أو نباتات على العموم ولأن الثدييات ذات دم حار ومكسوة بالشعر أو الفراء فباستطاعتها أن تعيش فى البلدان الباردة كما تعيش فى البلدان الحارة ولكى تتفادى التجمد أو الحرارة الزائدة فإن تصرفها مختلف. فهى كثيرة النشاط والحركة فى الأصقاع القطبية لأن الحركة تزيد فى حرارة الجسم كما أن للحيوانات القطبية فراء أكثف أما من ناحية أخرى فى المناطق الإستوائية مثلا فالثدييات الضخمة أمثال الفيل وفرس النهر فلها أجسام عارية من الشعر لكى تفقد الحرارة أسرع وبعض الثدييات تخفف من حرارة جسمها بإفراز العرق كما يفعل البشر والكلاب تمد لسانها وتلهث.
 
بناء على الصفات الغذائية يمكن أن تقسم الحيوانات إلى آكلات حشائش وآكلات لحوم ومتنوعة الطعام وآكلات حشرات . الحيوانات آكلة الحشائش والتى تتغذى على الحشائش والنباتات الأخرى تكون مجموعتين رئيسيتين :
 
حيوانات المراعى مثل: الحافريات (الخيول والخنزير والغزال والظبى والماشية والأغنام والماعز).
 
والحيوانات القاضمة والقارضة مثل: القوارض والأرانب وتضمحل الأنياب فى الحيوانات آكلة الأعشاب بينما تكون الضروس الخلفية عريضة ولها تيجان عليه وتحمل عروقًا من مادة المينا للطحن. توجد للقوارض قواطع تشبه الأزميل والتى تنمو طوال حياة الحيوان لذلك لابد أن تبلى لتحتفظ بطول مناسب مع نموها المستمر ولدى الثدييات آكلة الأعشاب مجموعة من التكيفات للتعامل مع غذائها النباتى الغزير فالسيليلوز يعتبر الكربوهيدرات التركيبية للنباتات وإن الحيوانات الفقارية آكلة الأعشاب تأوى نباتات دقيقة من البكتريا التى تتنفس لاهوائيًا (وذلك فى غرف تخمر ضخمة بالقناة الهضمية) هذه البكتريا تكسر السيليلوز وتقوم بتمثيليه غذائيًا منتجة مجموعة من الأحماض الدهنية والسكريات والنشويات التى يمكن أن يمتصها الحيوان المضيف ويستهلكها.

وللحيوانات آكلة الأعشاب عادة قنوات هضمية كبيرة وطويلة لابد أن تأكل كميات كبيرة من الغذاء النباتى لتعيش فالفيل الأفريقى الكبير يزن 6 أطنان ويستهلك من 135 إلى 150 كيلو جرام (300 إلى 400 رطل) من العلف الجاف يوميًا ليحصل على الغذاء الكافى للحياة.
   
 تتغذى الثدييات آكلة اللحوم أساسًا على آكلات الأعشاب تشتمل هذه المجموعة على الثعالب والعرس والقطط والكلاب والأسود والنمور. إن الحيوانات آكلة اللحوم مزودة جيداً بأسنان للعض والتمزيق وبأطراف قوية مزودة بمخالب لقتل فريستها وذلك نظرًا لأنها تتغذى على بروتينات تهضم بسهولة من الغذاء الخشبى الذى تأكله الحيوانات آكلة الأعشاب لذلك فإن قناتها الهضمية أقصر والأعور صغير أو غير موجود وتأكل الحيوانات آكلة اللحوم وجبات منفصلة ولديها أوقات فراغ طويلة جدًا للعب والاستكشاف .

وبصفة عامة تقضى الحيوانات آكلة اللحوم حياة أكثر نشاطًا. وبالنسبة لمعايير الإنسان أكثر أهمية عن الحيوانات آكلة الأعشاب وبما أن الحيوان آكل اللحم لابد أن يجد ويصطاد فريسته فإنه توجد مكافأة للذكاء فهنالك الكثير من آكلات اللحوم مثل القطط معروف عنها التلصص والمكر فى اصطياد الفريسة وبالرغم من أن التطور يبدو أنه قد أفاد الحيوانات آكلة اللحوم فإن نجاحها أدى إلى انتقاء آكلات الحشائش إما أن تدافع عن نفسها أو أن تكتشف وتهرب من الحيوانات آكلة اللحوم لذلك فإنه بالنسبة لآكلات العشب توجد مكافأة للحواس الحادة وخفة الحركة ولكن بعض آكلات العشب تحيا بفضل أحجامها المجردة (مثل الأفيال) أو باستخدام السلوك الوقائى الجماعى (مثل ثيران المسك).

غير الإنسان قوانين النزاع بين آكلات اللحوم وآكلات العشب وبالرغم من ذكاء الحيوانات آكلة اللحوم فإنها قد عانت الكثير من وجود الإنسان وفى الواقع فإنها قد أبيدت فى بعض المناطق على الجانب الآخر نجد أن آكلات العشب خصوصاً القوارض بقدرتها التناسلية الفائقة قد هزمت بصفة مستديمة معظم محاولاتنا الخارقة لطردها من بيئتنا فقد تكاثفت مشكلة آفات القوارض الزراعية فى الزراعة وقد أبعدنا الحيوانات آكلة اللحوم  والتى تعتبر المنظم الطبيعى لتجمعات الحيوانات آكلة العشب ولكننا لم نستطيع إيجاد بديل مناسب.
 
تعيش الثدييات متنوعة الطعام على كل من النباتات والحيوانات فى تغذيتها مثل الخنازير الراكون الفئران الدببة والإنسان ومعظم الرئيسيات الأخرى. يأكل كثير من الحيوانات اللاحمة أيضًا الفواكه والتوت والحشائش فى أوقات العسر فالثعلب الذى يتغذى عادة على الفئران والقوارض الصغيرة والطيور تأكل التفاح المجمد ثمار شجر الزان والقمح عندما تنضب مصادر غذائه العادية.

تعيش الثدييات آكلة الحشرات أساسًا على الحشرات والديدان الصغيرة مثل الخلد والذباب وآكلات النمل ومعظم الخفافيش ولكن مجموعة آكلة الحشرات ليست مجموعة مميزة بحدة لأن الكثير من الحيوانات تأكل حشرات عند الاقتضاء (أحيانًا بالمصادفة).

بالنسبة لمعظم الثدييات فإن البحث عن الغذاء والأكل يشغل معظم حياتها النشطة. إن التغيرات الموسمية فى الإمدادات الغذائية واضحة فى المناطق المعتدلة وقد تكون الحياة سهلة فى الصيف حينما يكثر الغذاء ولكن فى الشتاء نجد أن كثيرًا من آكلات تهاجر إلى مناطق يكون فيها الغذاء أكثر وفرة ويبيت البعض الآخر وينام طوال أشهر الشتاء. ولكن يوجد كثير من الثدييات تبنى مخازن للغذاء أثناء فترات الرخاء وهذه العادة واضحة جدًا فى القوارض مثل السنجاب و السنجاب الأمريكى والخوفر وبعض الفئران. إن جميع أنواع سنجاب الأشجار والثعلب الأحمر والرمادى تجمع البندق وثمار الصنوبر والفطر حيث تدفنها فى مخابئ ومؤن للاستعمال الشتوى. وغالبًا ما يخبأ كل صنف فى مكان مختلف (إدخار متناثر) حيث يمكن تعليمها بواسطة رائحة للمساعدة على إعادة وصفها فى المستقبل ويعتبر السنجاب الأمريكى من أكبر المقتصدين لأنه يقضى أشهر الخريف فى جمع البندق والبذور وقد تزيد بعض مخابئ مؤنه فى حجم البوشبل (8 جالونات). 
 
  • الحيوانات آكلات العشب:
 
    من بين الحيوانات آكلات العشب توجد أنواع من الحيوانات ترعى الحشيش والأعشاب التى تنبت على سطح الأرض. وبعض أنواع اللافقاريات كالرخويات فإنها تعيش على الطحالب وغير ذلك من المواد النباتية. وأنواع الماشية المعروفة، كالغنم والبقر والخيول، من الحيوانات الراعية، وكذلك حيوانات برية مثل الغزلان، والجواميس، وحمار الزرد الوحشى. وثمة أنواع أخرى تقتات بأوراق الشجر والأغصان الطرية والثمار، ومن جملتها الزرافة والفيل والماعز ودب الباندا. وتختلف أنواع الأسنان لدى كل نوع. فالأعشاب قاسية وغالبًا ما تكون مغبرة أو عليها رمل، لذلك يحتاج الحيوان إلى مضغها جيدًا، وهكذا فإن أسنان الحيوانات الراعية للأعشاب طويلة تتحمل طول الاستعمال، بينما آكلة أوراق الشجر أسنانها أقصر.

  • الحيوانات المفترسة آكلات اللحوم
 
     آكلات اللحوم تفترس جميع أنواع الحيوانات الأخرى تقريبًا، وتضم هذه المجموعة أنواعًا متعددة من الحيوانات تتراوح بين مخلوقات ميكروسكوبية صغيرة وبين مخلوقات ماهرة فى الصيد مثل القرش والنسر والأسد. وهى تتقن فن الاصطياد وتستعمل لذلك أساليب مختلفة للفوز بفريستها وهذه الأساليب تتغير بتغير طريقة الفريسة فى الدفاع عن نفسها. وكثير من الحيوانات المفترسة آكلات اللحوم تعتمد على التخمين فى بحثها عن الطعام، فهى تتوقع أن تجد ما تفترسه فى مكان ما.
   
 
وتعتمد على حواسها لإيجاد الفريسة. فالراكون يمد يديه تحت الماء بحثًا عن أنواع من الأسماك. وثمة حيوانات أخرى تتبع آثار فريستها بهدوء وحذر إلى أن تصبح على مسافة تستطيع بها الإنقضاض عليها. فالقطط الضخمة، كالأسد والفهد تدب زاحفة بهدوء وبطء، خافية جسمها بين الأعشاب حتى تصبح قرب الفريسة.
 
والصقر يتوقف عن الحركة فى الجو حتى تتحول عيون فريسته عنه فينقض عليها. والكمين هو الأسلوب الشائع لدى الحيوانات الصيادة، فهى تختبئ بلا حركة لحين اقتراب فريستها منها. وكثير من الحيوانات التى تتبع هذا الأسلوب تحسن التمويه لكيلا تظهر. فالحرباء يصبح لونها مثل لون الأغصان التى تختبئ فيها بانتظار الحشرة الغافلة.
 
  • الحيوانات آكلة اللحوم والنباتات
   هناك بعض الأنواع تأكل ما يتيسر لها من غذاء، من اللحوم أو الأعشاب أو النبات. فاللافقاريات مثل سمك النجمة تقتات ببقايا مواد عضوية مختلفة التركيب.
 
 
  • التطفل والمشاركة
 
تعيش الحيوانات عادة معا بشكل عائلات منفصلة، أو كمجموعات، مثل قطعان الغزلان أو أسراب السنونو أو أفواج السمك. وأحيانا يكون هناك شراكة بين حيوانين مختلفين. وأسباب قيام هذه الشراكة كثيرة، إلا أنها تكون دوما لفائدة الإثنين. مثلا، شقار البحر يلتصق أحيانًا بسرطان البحر أو ما يسمى بالسلطعون الناسك، فيكون فى ذلك حماية للسرطان ويتغذى شقار البحر بفضلات طعام سرطان البحر. وفى المناطق الاستوائية تجثم أنواع عديدة من الطيور على ظهر حيوانات ضخمة مثل الجواميس والزرافات والغزلان. فتأكل الطيور وتساعد على تنظيف الحيوان. وثمة طيور أخرى تجد طعامها داخل فم التمساح المفتوح، فتدخل وتقتات ما تجد بين الأسنان من ديدان وبقايا طعام. ولقاء ذلك تتولى هذه الطيور إنذار التمساح إذا اقترب خطر ما.
 
  • المشاركة التكافلية
 فى بعض الأحيان تكون الشراكة وثيقة جدًا بحيث لا يمكن لأحد الشريكين البقاء بدون الآخر، وهو ما يسمى بالتكافل فالأشنة مكونة من نبتتين متلاحمتين، الطحلب والطفيلية. فالطحلب الأخضر يصنع الغذاء، والطفيلية تتوالد. لذلك كثيرًا ما نجد الأشنة تعيش على الصخور الجراداء وحجارة المدافن. والحيوانات المجترة، مثل البقر، تعيش حيوانات صغيرة جدًا داخل معدتها. ومهمة هذه الحيوانات حيوية للبقر، لأنها تسبب انحلال السليلوز الذى هو الهيكل الرئيسى فى النبات. والبقرة لا تستطيع أن تفعل ذلك بنفسها، بل تعتمد فى ذلك على هذه الحيوانات الصغيرة لتليين الأعشاب فى جوفها عندما تبتلعها. وبعد مرور وقت تعود البقرة فتخرج هذا الطعام وتجتره، أى تمضغه جيدًا وتبتلعه نهائيًا. بهذه الطريقة يمكن للحيوان، خصوصًا المجتر، أن يحصل على الفوائد القصوى من الطعام. وهناك نوع آخر من الشراكة يحصل لدى الحيوان البحرى البسيط، الهيدرا ذى الشعاب الكثيرة مثل الشعر. فهذا الحيوان يتيح لأنواع دقيقة من الطحالب بأن تعيش داخل أنسجته، فيؤمن لها المسكن، والطحالب هذه تؤمن له الأكسجين.
 
  • التطفــــــل
فى الأنواع الأخرى من الشراكة تنحصر الفائدة فى أحد الشريكين دون الآخر، إذ يعيش الطفيلى على حساب شريكه الآخر مثل كثير من الديدان التى تعيش داخل أجسام الحيوانات وتتغذى من طعامها. والبراغيث تعيش من امتصاص دم حيوانات أخرى، وبعض أنواع الضفادع وحتى نباتات أخرى تعيش عالة على أنواع من الشجر. ويظل الوضع مقبولا طالما أن عدد الطفيليات التى تعيش على جسم ما لا يزيد عن معدل معين. أما إذا زاد العدد أو دخلت هذه الطفيليات على الجسم فقد ينتج عن ذلك مرض الجسم المضيف أو حتى الموت أحيانًا. فالجراثيم التى ينقلها البعوض أو الجرذان أو البراغيث قد تكون مميتة، إلا أن البعوض أو البراغيث لا تصاب بأذى. وقد تقضى طفيلية ما عمرًا بطوله داخل جسم مضيف، وهى عادة بدون قوائم ، فتتعلق بكلاباتها أو فمها وتعيش عمرها تأكل وتبيض. وكثير من الحشرات الطفيلية تعيش بهذه الطريقة
 
قد يكون هناك أكثر من مضيف واحد لبعض الطفيليات. الدودة الوحيدة مثلا داخل جسم الإنسان قد تضع بيضًا، وهذه تخرج من الجسم، وقد يحدث أن تختلط إحدى هذه البيض بطعام أحد الخنازير فيبتلعها، وتتحول إلى يرقة تنمو ضمن لحم الخنزير. وبعد مدة قد يذبح الخنزير ويصبح طعامًا لإنسان آخر يأكله ويصبح بدوره مضيفًا لدودة آتية من الخنزير وهكذا ! وتأخذ الدورة مجراها. ودود الكبد له مضيفان كذلك فهو يستدف كبد الخروف حيث يضع بيضه. فكلما خرجت بيضة من جسم الخروف تتحول إلى يرقة سابحة تدخل جسم أى عائل. وهناك تمر فى عدة أطوار من التحول قبل أن تترك العائل وتتسلق على ساق إحدى الأعشاب وتكون لنفسها غطاء سميكًا. وتظل إلى أن يقيض لها خروف آخر يأكل العشبة فتعود وتدخل كبده !
 
طير الوقواق بين الطيور هذا النوع يتصرف بطريقة طفيلية، فأنثى الوقواق تفتش عن عش فيه بيض طير آخر. وعند غياب أصحابه تحط الأنثى فى العش وتبيض بيضة واحدة تضعها مكان بيضة فى العش. ومع الوقت يصبح العش كله ملكًا لفرخ الوقواق، لأنه يكون قد تولى دحرجة باقى البيض من العش، وحتى الصغار إذا كانت قد فقست. ومع أن فرخ الوقواق أكبر حجمًا من والديه  بالتربية، إلا أنهما يوظبان على إطعامه كأنه خليفتهما الحقيقى. وكل والد للوقواق يختار النوع ذاته من الأعشاش لبيضه، مثلا عش الدورى أو أبو الحناء أو المغنى والأدهش من ذلك أن بيضة الوقواق تكون عادة مشابهة باللون والعلامات للبيض الآخر فى العش.

المشاركات الشائعة