إذاعة BBC

ابحث فى مدونتى

form method="get" action="/search" id="search">

الجمعة، 5 أغسطس 2011

رأس الرجاء الصالح

و فاسكو دا جاما من مواليد 1469 م في البرتغال وتوفي في 24 ديسمبر 1524 م في كاليكوت بالهند)

قالوا عنه انه انجح مستكشفي البرتغال لا بل اوربا كلها لانه برع في الترحال والتجول وكان له حكمة

واسعة في هذه الامور وطبعا اذا كان هو انجح مستكشفي اوربا فبالتاكيد فكان يعيش في عصر الاستكشفات

الاوربية هذا العصر الذي اكتشف فيه الكثير والكثير اوربا فتحت العالم في هذا العصر وكان فاسكو له سبق

كبير فهو اول انسان يسافر من اوربا الى الهند بحرا عن طريق راس الرجاء الصالح


كُلف من قبل ملك البرتغال مانويل الأول بإيجاد الأرض المسيحية في شرق آسيا وبفتح أسواقها التجارية

للبرتغاليين وهو أول حاكم برتغالي للهند. قام دا جاما بمتابعة استكشاف الطريق البحرية التي وجدها سلفه

بارثولوميو دياز عام 1487 م والتي تدور حول قارة أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح وذلك في أوج عهد

الاستكشافات البرتغالية التي كان هنري الملاح قد بدأها.



فاسكو دا جاما .


فاسكو دا جاما .. ماذا فعل بالهنود وبالمسلمين ؟ !

عندما تحدث الأستاذ الهندي الذي كان يدرسنا تاريخ العلاقات الدولية ، عن حركة الكشوف الجغرافية ، ورحلة فاسكو دا جاما إلى بلاده ( الهند ) ، قال إن دا جاما خاطب ملك الهندوس شارحاً مهمته التي جشمته عناء الرحلة من البرتغال قائلاً إنها تتلخص في القضاء على المسلمين . وأكمل الأستاذ روايته قائلاً إن الملك الهندي خاطب الرحالة البرتغالي قائلاً : إن مسلمي الهند هم جزء لا يتجزأ من مملكتي وإنني مسؤول عنهم ، ولا يمكن أن أتآمر ضدهم ، وبذا حال بينهم وبين مذابح مهلكة .
كانت تلك هي المرة الأولى التي أسمع فيها بتلك الرواية ، فأطرقت خجلاً وأسفاً على جهلي ، وأنا دائم الإطراق ، شديد الخجل من جهلي ، ومن كثرة الثغرات التي تعتري ما حصلت من علم مغشوش قاصر ، فكم قد درسنا تاريخ الكشوف الجغرافية في حصص الجغرافيا والتاريخ ، ولكن ما علمنا أحد ولا أخبرنا بحقيقة نوايا دا جاما تجاه الإسلام والمسلمين . وبالطبع فما كان لتلك المناهج الدراسية المسلوخة سلخاً من كتب الغربيين أن تخبرنا عن ذلك ، وما كان لنا أن نعرف ما دمنا قد قررنا أن نتلقى العلم عن الغربيين !
وقبيل احتفال البرتغال بالذكرى الخمسمائة لرحلة فاسكو دا جاما ، أنطلقت أصوات الهنود تحتج على إقامة احتفال بذكرى شخص سفك دماءهم ، باعتبار أن ذلك الاحتفال يمثل نوعاً من الاستهتار والاحتقار لتلك الدماء . ورداً على أصوات الهنود التي تعالت بالإحتجاج ، ارتفعت أصوات منظمي الاحتفال تقول بأنهم إنما يحتفلون بفاسكو دا جاما البرتغالي ، لا فاسكو دا جاما الهندي ، بمعنى أنهم يحتفلون بما حققه للبرتغال من كشف أدى بهم للسيطرة على أعالي البحار ، لا بما أصاب به الهند من فتك ذريع ، أوهن ممالكهم وقضى على أقسام عامرة من مجتمعاتهم . وهكذا تأكد أن الاحتفال ينطوي فعلاً على استهانة واحتقار لدماء الهنود .
هذا وإن كانت البرتغال قد عملت على ترضية الهنود وشراء صمتهم بإنشائها لمتحف للثقافة الهندية بلشبونة ، ومشاركتها في بعض البرامج الثقافية بولاية جوا الهندية ، وبإعترافها بأن عام وصول دا جاما إلى الهند كان عاماً صعباً على الهنود . وذلك من غير ما إفاضة في توضيح وجه الصعوبة ، ولا تفصيل يفضي إلى إدانة مسالك دا جاما مع الهنود . وأكثر من ذلك فقد دعا أنطونيو هيسبانا رئيس هيئة الاحتفال بالذكرى نصف الألفية لرحلة دا جاما ، الهنود إلى أن يكفوا عن النوح والعويل ، وإلى أن يطووا صفحة آلام القرن الخامس عشر ! وصرح فاسكو فيليز رئيس مؤسسة الكشوف الجغرافية البرتغالية ، بأن بلاده ليست في حاجة إلى أن تعتذر لأحد بشأن تراث دا جاما قائلاً : " إن دا جاما كان بطلاً غير مصير العالم بأسره إلى الأبد ، وأنه حول مصير العالم إلى مسار أفضل ، ومن العار أن يركز الناس على بعض المآسي والمذابح ، التي ربما اضطر إلى إرتكابها ، أو ربما لم يرتكبها قط " .
ماذا فعل دا جاما في الهند ؟
هذه اللهجة الإعتزازية ، والمتعالية في نفس الوقت ، تخالف ما رصدته كتب التاريخ من أفعال فاسكو دا جاما . وبعض تلك الكتابات التاريخية كانت من تسجيل بعض من كانوا معه على متن السفينة . ولطالما وصف المؤرخون دا جاما بأنه كان ذا قسوة غير عادية ، وكان مما رسخ فيه ذلك الطبع ماضيه الطويل في النخاسة ، إذ قضى مطلع شبابه يمتهن إصطياد الأفارقة من على شاطئ إفريقيا الغربي ليبيعهم في البرتغال . التي لم يخل بيت فيها من العبيد ، وكان مما يؤجج فيه تلك القسوة ، تعصبه الديني ، وطمعه في المقتنيات المادية . ويحكي المؤرخون أنه كان قد خدع في الهنود ، إذ ظنهم نصارى ، وظن معابدهم كنائس ، وجن جنونه عندما اكتشف حقيقة دينهم ، وكانت فجيعته الكبرى عندما رأى المسلمين هنالك ورأى نفوذهم القوي في التجارة والنقل البحري .
وجد دا جاما دويلات هندية صغيرة على الشاطئ تصطرع مع بعضها البعض ، فاستغل الوضع ليحالف بعضها ويوجهها ضد بعضها البعض ، وفي كل الأحوال اشترط أن يعطى إعفاءات وإمتيازات هائلة ، وأن ينصب أميراً لا منازع له على البحر ، وأضاف إلى ذلك شرطاً يقضي بأن يجتث الوجود الإسلامي من جذوره في الهند ، وأن يجرف المسلمون وثقافتهم وتراثهم إلى البحر . أي أن يفعل بهم مثل ما فعل بأشياعهم في الأندلس .
ولدى رفض الهنود لتلك الشروط ، قام دا جاما في سنة 1502 م بقصف مدينة كلكتا . وهذا وصف مختصر لتلك الواقعة مأخوذ من أوراق ملاح جرماني مجهول الاسم رافق دا جاما في رحلته الثانية ، وهي الأوراق التي نشرت لأول مرة في سنة 1905 م وفيها يقول : " وفي السابع والعشرين من أكتوبر سنة 1502 م أبحرنا إلى أن وصلنا إلى مملكة كلكتا ، التي تبعد 40 ميلاً عن كنانور وحشدنا جنودنا عند حدودها ، ثم خضنا معهم حرباً لمدة 3 أيام ، وأسرنا عدداً كبيراً من جنودهم ، قمنا بشنقهم داخل السفن ، وقطعنا أيديهم وأقدامهم ورؤوسهم ، وأخذنا سفينة من سفنهم قذفنا فيها بتلك الأشلاء ، مرفقة برسالة علقناها على عصا ، وبعثنا بتلك السفينة لترسو على ساحلهم " .
كان ذلك ضرباً واحداً من ضروب حرب الترويع التي شنها دا جاما ضد الهنود . والغريب أن دا جاما كان يصب عذابه على البرئ الغافل ليجعل منه أمثولة يرتدع بها الآخرون . والآن فلنقف على ضرب آخر من ضروب تلك القسوة العارمة إذ يحكي لنا صاحب كتاب ( Voyages and Adventures of Vasco da Gama ) المطبوع في سنة 1878 م أن دا جاما اصطحب دليلاً يهودياً يقوده إلى سفن الهنود ، ليقدمه لهم بمثابة صديق ، ذلك بينما كان دا جاما يعد مدفعيته لحرق السفن الهندية . وعندما اطمأن له الهنود واستغرقوا في السبات ، صرخ دا جاما في منتصف الليل آمراً جنوده ببدء القصف ، فأضاء الليل بالقذائف ، واحترقت كل السفن الهندية وتفرق جنود دا جاما يلاحقون الهنود الذين سبحوا ولجأوا إلى الجزر القريبة ، ومزقوهم شر ممزق ... ويقول الراوي أن تلك الحادثة أرعبت كل الهنود وجعلتهم يعاملون البرتغاليين بمزيد من المهابة والاحترام .

وماذا فعل بالمسلمين ؟
كان ذلك بعض ما فعله دا جاما بالهنود ، وقد كانت بعض دوافعه نابعة من شدة الضغن الذي كان يكنه للمسلمين لما رآه من تعايشهم سلمياً مع الهندوس . والغريب أن المسلمين كانوا قد أعانوا دا جاما بكل ما مكنه من نجاح رحلته . فابتداءً كانت الأموال التي أنفقت على الرحلة هي أموال المسلمين البرتغاليين الذين أجبروا على النصرانية ، وكانوا قبل – كما يحكي المؤرخونيستمتعون بقدر من الحرية الدينية ، وذلك إلى أن تزوج اثنان من أمراء البرتغال بأميرتين إسبانيتين ، جاءت معهما عدوى التعصب ضد المسلمين ، واستحكمت من ثم عقيدة إفناء المسلمين أو تنصيرهم . وهكذا قام الملك عمانويل في سنة 1496 م بمصادرة أموال المسلمين ، وخصصها لصناعة السفن التي مخر بها دا جاما عباب البحر .
وبعد أن تخبط دا جاما لمدة عشرة شهور في البحر اللجي ، وصل إلى شواطئ إفريقيا الشرقية ، واستعان بأمرائها ، فزودوه بملاح ماهر ، بل عالم بجغرافيا البحار ، حيث وضع فيها عدة كتب لا تزال تسعة عشر كتاباً مخطوطاً منها محفوظة بالمكتبة الوطنية بباريس ( Bibliotheque Nationale, Paris ) فبعد أن تاه فاسكو دا جاما طويلاً في البحر ، ويئس من الوصول إلى الهند ، تصرف أخيراً كقرصان ، إذ احتجز في سفينته الرسول الودي الذي بعثه إليه شيخ منطقة ماليندي ورفض إطلاق سراحه حتى يبعث إليه الشيخ بدليل ماهر يقوده إلى الهند . كان ذلك الدليل الماهر هو أحمد بن ماجد الذي دخل إلى كابينة القيادة ونثر خرائطه الجغرافية ، وقام بتوجيه القبطان إلى أن رست سفينتهم على سواحل الهند في يوم 22 / 5 / 1498 م ، وفوجئ دا جاما بأن التجار المسلمين قد سبقوه إلى هناك ، وأقاموا لأنفسهم مكاناً علياً في كلكتا ، وتزاوجوا مع السكان ونشروا دعوة الإسلام هناك ، وهو الأمر الذي أثار حنق دا جاما ، الذي نشأ على كره المسلمين ، وشهد مآسي طردهم من الأندلس ، وشمت بأميرهم الذي خرج ذليلاً من قصره ليقبل أيدي إيزابيلا ، ولذلك فقد حرص عند رجوعه إلى البرتغال على التحريض على المسلمين والالحاح على ضرورة إفنائهم ، حتى لا يعترضوا سيطرة البرتغال على أعالي البحار . وبالفعل فقد جرد ملك البرتغال حملة كبرى على المسلمين ، قوامها 33 سفينة و 1500 مقاتلاً ، ولكن حالت حماقاتهم واصطدامهم بالساموريين دون نفاذ مخططهم .

إحراق الحجاج :
ولكن مع ذلك لم يخل سجل دا جاما من اصطدامات مباشرة وعنيفة مع المسلمين . ويحكي لنا صاحب كتاب ( Sea Road To The Indies ) وهو من أوثق الكتب عن رحلة فاسكو دا جاما ، القصة التالية عن إجرامه : " وبعد أيام قليلة رأى دا جاما السفينة العربية ( ميري ) قادمة من ناحية الغرب . وهي سفينة تتبع لشقيق خوجة قاسم في كلكتا ، وكانت السفينة قادمة لتوها من مكة ، وفي جوفها 380 من الرجال والنساء والأطفال ، بالإضافة إلى البضائع ، وكان معظم هؤلاء الركاب قد فرغوا من أداء شعيرة الحج متوجهين إلى بلادهم كلكتا ، فقام القائد البرتغالي بمطاردة تلك السفينة واحتجازها بعد أن استسلمت له من غير مقاومة ، بسبب عدم جدوى أي مقاومة لسفينة دا جاما ، التي كانت تحوي عدداً ضخماً من الرجال المدججين بالسلاح . وأمر دا جاما بمصادرة كل البضائع والأسلحة ، ولما أنكر العرب وجود أي ممتلكات ثمينة بحوزتهم أمر الأدميرال بقذف اثنين منهم إلى البحر ، وقذفا فوراً ليلقيا حتفهما غرقاً ، وعندها اعترف الباقون بما يوجد عندهم من المقتنيات الثمينة ، فأخذت وشحنت بالسفينة ( ديجو فيرناندس كوريا ) وخصصت للملك ، بينما قسم بقيتها بين ملاحي دا جاما . وقد استغرقت مهمة تفريغ تلك الأشياء يومين كاملين . ولم يكتف الأدميرال بذلك ، بل أبدى شكه في أن المحمديين ربما أخفوا بعضاً من تلك الأشياء ، وربما أخفوا أيضاً بعض الأسلحة " . وهكذا لم يكتف دا جاما بسلب سفينة مسالمة ، تتبع لقطر ليس في حالة حرب مع بلاده ، " بل واصل قرصنته غير المبررة ليختمها بأخس وأضرى فعل جاء به في حياته العملية كلها ، إذ أمر بكل برود بحشر كل الركاب في مخزن السفينة ، وإشعال النار فيها ، حيث ماتوا جميعاً محترقين " .

هذا الفعل غير المبرر في نظر ذلك المؤرخ الذي روى الواقعة ، يبرره لنا غربي آخر هو بارو ( Barroe ) ، إذ يقول : " صحيح أنه يوجد حق عام للكل للملاحة في كل البحار ، ولكن ذلك الحق مقصور على أوربا ، ولذلك جاز للبرتغاليين باعتبارهم ملوك البحار أن يصادروا – في خارج أوربا – بضائع كل من يجول في تلك البحار بغير إذن منهم " . ويقول بانيكار ، صاحب كتاب Asia And Western Dominance ) ) ، " إن مبادئ القانون الدولي ما كانت تسري على العالم غير الأوربي ، ولذلك تصرف دا جاما بقانون الغاب الذي كان يسري وحده على تلك البقاع " .
وبالطبع ، فإن قانون الغاب لم يكن سارياً على تلك البقاع ، وأبلغ دليل على ذلك ، هو حالة التعايش السلمي الذي شهده دا جاما بين المسلمين والهندوس ، وقد كان كلاهما أكثر تحضراً وإنسانية من البرتغاليين وسائر الغربيين ، وقد طور المسلمون بخاصة ، على يد إمامهم الشيباني ، مواد القانون الدولي ، قبل أن يضع جروشيوس الهولندي كتاله فيه بثمانية قرون ، وظلوا يحكمون به العالم في قسط وبر ، لا يفرقون فيه بين رقع وصقع

المشاركات الشائعة