بورما وتعرف أيضاً باسم ميانمار، ورسمياً جمهورية اتحاد ميانمار. هي احدي دول جنوب شرق آسيا. في 1 أبريل 1937 انفصلت عن حكومة الهند البريطانيةنتيجة اقتراع بشأن بقائها تحت سيطرة مستعمرة الهند البريطانية أو استقلالها لتكون مستعمرة بريطانية منفصلة، حيث كانت إحدي ولايات الهند البريطانيةتتألف من اتحاد عدة ولايات هي بورما وكارن وكابا وشان وكاشين وشن. في 1940 كونت ميليشيا الرفاق الثلاثون جيش الاستقلال البورمي وهو قوة مسلحة معنية بطرد الاحتلال البريطاني، وقد نال قادته الرفاق الثلاثون التدريب العسكري في اليابان، وقد عادوا مع الغزو الياباني في 1941 مما جعل ميانمار بؤرة خطوط المواجهة في الحرب العالمية الثانية بين بريطانيا واليابان، في يوليو 1945، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء أعادت بريطانيا ضمها كمستعمرة، حتى أن الصراع الداخلي بين البورميين أنفسهم كان ينقسم بين موال لبريطانيا وموال لليابان ومعارض لكلا التدخلين, وقد نالت استقلالها أخيراًسنة1948 م وانفصلت عن الاستعمار البريطاني. ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة، ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمية ويطلق على هؤلاء (البورمان) وباقي السكان يتحدثون لغات متعددة، ومن بين الجماعات المتعددة جماعات الأركان، ويعيشون في القسم الجنوبي من مرتفعات، أركان بوما وجماعات الكاشين وينتشر الإسلام بين هذه الجماعات.
أصل التسمية
الاسم "بورما" يأتي من الكلمة البورمية "بامار" بالاعتماد على ضعف النطق لدى البورمانيون تلفظ كلمة "بورما" كـ"باما" أو "ميانما".
الموقع[]
هي إحدى دول شرق آسيا وتقع على امتداد خليج البنغال.تحد بورما من الشمال الشرقي الصين، وتحدها الهند وبنغلاديش من الشمال الغربي ،وتشترك حدود بورما مع كل من لاوس وتايلاند ،أما حدودها الجنوبية فسواحل تطل على خليج البنغال والمحيط الهندي ويمتد ذراع من بورما نحو الجنوب الشرقي في شبه جزيرة الملايو ،وتنحصر أرضها بين دائرتي عشرة شمال الاستواء وثمانية وعشرين شمالأ ولقد احتلت بريطانيا بورما في نهاية القرن التاسع عشر وحتي استقلالها في 1948 وتعد يانغون (حاليا رانغون) أكبر مدنها كما كانت العاصمة السابقة للبلاد.
دخول الإسلام بورما[]
دخل الإسلام بورما عن طريق اقليم "اراكان" بواسطة التجار العرب في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ، يقول المؤرخ الشهير "أر. بي. اسمارت" صاحب كتاب" Burma Gazetteer": كان للتجار العرب صلة وثيقة مع أهل أراكان منذ قبل 788م. وكانوا قاموا في ذاك الوقت بتعريف الإسلام أمامهم بأسرع ما يمكن، وكان ميناء جزيرة رحمبري في جنوب أراكان اسما مألوفا لدى البحارة العرب في الصدر الأول.
ومن الأخبار الواردة الكثيرة في مجيء العرب إلى أراكان خلال القرن الثامن الميلادي واستيطانهم فيها : أن أسطولا صغيرا لسفنهم التجارية تحطم نتيجة لمصادمة مع صخور سواحل البحر قرب جزر رحمبري و شدوبا والتجار البائسون بعد أن نجوا من الغرق في البحر التجأوا إلى القرى المحلية، وبدأوا بنشر الإسلام والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بين أهلها، وكثير منهم استقروا فيها واستوطنوها للأبد وتزوجوا من الفتيات المحليات.
جاء الإسلام إلى هذه البلاد دون أي نشاط سياسي أو عسكري؛ بل انتشر الإسلام بفضل صفات المسلمين الخلقية العالية التي اتصفوا بها، أي أن الأخلاق والصفات الحميدة التي اتصف بها العرب (المسلمين) كانت سببا في تقبل سكان أراكان للإسلام. وما زال الإسلام ينتشر في هذه المنطقة مع كل محاسنه وبكل سرعة خلاق القرون المتابعة.
يقول المؤرخ جي إي هارفي(G.E.Harvey) في كتابه(Outline of Murmese History): بعد القرن العاشر كانت البلاد لا تزال بوذية بالرغم من انتشار الديانة المحمدية وانتشار المساجد، ولا شك أن التأثير الإسلامي هو الذي أدى إلى حجاب النساء في أراكان أكثر منه في بورما".
وفي القرن الثالث عشر الميلادي شيدت مساجد جميلة وبديعة وبرزت في حيز الوجود على الساحل من آسام إلى ملايا وكانت تنظر من بعيد كالنقط، وتسمى هذه المساجدبـ"بدر مقام"
ووضع نراميخلة سليمان شاه في عام 1430م حجر الأساس لأول دولة إسلامية في أراكان بتعاون حاكم البنغال المسلمة السلطان جلال الدين شاه،وقد كان لجأ هو في عام 1406م إلى غور عند حاكم البنغال بعد أن أغار ملك بورما البوذي على أراكان ودمر عاصمتها لنغريت. وكان نراميخلة آنذاك بوذي الديانة.
كان نراميخلة أقام في غور 24 عاما وأسلم أثناء إقامته فيها، واختارلنفسه الاسم الإسلامي (سليمان شاه)، وفي عام 1430م بعث السلطان جلال الدين شاه جيشا كبيرا يبلغ عددهم إلى 50.000 جندي بقيادة الجنرال ولي خان – قائد العسكرية لشرق بنغال- فهاجم على قوات الاحتلال البوذية وطردهم منها، لكنه خان وغدر وتولى هو نفسه منصب الرئاسة، فعاد سليمان شاه خائبا وخاسرا، وأخبر السلطان عن خيانة ولي خان، فبعث السلطان جيشا آخر أقوى من السابق بقيادة الجنرال سندي خان، فاستعاد عرش أراكان لسليمان شاه من جديد وقبض على ولي خان الخائن وأرسله إلى السلطان..
وقد قضى نراميخلة فترة قيامه ببلاط غور لتحصيل المفاهيم المتطورة في مجال العلوم الرياضية والطبيعية وترسخت فيه هذه المفاهيم ومعها عقيدة التوحيد، والشعور للفتح الإسلامي، ولم تبق في مجتمعات آسيا الطبقية المبنية على النظام الإقطاعي قوة الدفاع، وعجزت هي عن منبع أمواج العلم والإيمان الثائرة والمتصاعدة إلى الشرق بكل سرعة.
حول سليمان شاه عاصمة أراكان من "لنغريت" إلى مروهانغ / فترو قلعة(القلعة الحجرية)، ووضع حجر أساس لسلسلة دولة مروكو، وكان سببه هو اتجاه الدولة إلى الغرب في القرن الخامس عشر الميلادي، عندما بدأت الصحوة الإسلامية تنفخ الروح في حياة تاريخ أراكان.
بدأ السلطان زبوك شاه – واحد من خلفاء سليمان شاه- (1535-1553م) بتوسيع حدود الدولة الأراكانية، وفي عام 1600م وقعت ولاية بيغووتناسريم تحت سيطرتها، وقام سليم شاه (1593-1661م) بتوسيع مزيد في حدود الدولة وتحولت هي في شكل دولة نظامية كانت نسقت بطراز بلاط "غور ودلهي"، واختار ملوكها لأنفسهم ألقاب "شاه"، وقد راجت اللغة الفارسية كاللغة الرسمية للدولة، وما زالت هي لغة رسمية لدولة أراكان حتى عام 1845م بعد 22 عاما من احتلال الإنجليز لها. ومن الحقائق الذهبية النادرة لتاريخ أراكان أنه كان يشترط لملوك أراكان قبل توليهم على عرش الدولة أن يكونوا حاملين على شهادة الفضيلة في العلوم الإسلامية، وكانت العملات والوسامات والشعارات الملكية تنقش وتحفر فيها كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" والآية القرآنية: (وأن أقيموا الدين).
قائمة بأسماء بعض الملوك الذين تولوا مقاليد الحكم في أراكان:
الرقم | الاسم | عهد الحكومة |
---|---|---|
1 | سليمان شاه | من 1430م إلى 1437م |
2 | علي خان | من 1437م إلى 1459م |
3 | كلمة شاه | من 1459م إلى 1482م |
4 | منكو شاه | من 1482م إلى 1491م |
5 | محمد شاه | من 1491م إلى 1493م |
6 | نوري شاه | من 1493م إلى 1494م |
7 | شوق مقدول | من 1494م إلى 1500م |
8 | عالي شاه | من 1509م إلى 1513م |
9 | جلال شاه | من 1513م إلى 1515م |
10 | إل شاه آزاد | من 1515م إلى 1521م |
11 | إلياس شاه | من 1523 إلى 1525م |
12 | علي شاه | من 1525 إلى 1531م |
13 | سلطان زبوك شاه | من 1531 إلى 1553م |
14 | سكندر شاه | من 1571 إلى 1593م |
15 | سليم شاه | من 1593 إلى 1612م |
16 | حسين شاه | من 1612 إلى 1622م |
17 | سليم شاه | من 1622 إلى 1638م |
وهكذا تعاقب على مقاليد الحكم 48 ملكا وسلطانا في أراكان إلى عام 1784م
حتى قام باحتلالها الملك البوذي البورمي بودوبيه هذا الموقف العصيب لأراكان، فهاجم عليها في 1784محتلا أراضيها.
قد تحقق تاريخيا أن 42 عاما لعهد بودوبيه كان عهدا مظلما وفتاكا في حق الشعب المسلم الروهنجيا والبوذي المغ على السواء، وكان قام المذكور بشن الغارة علىمروهانغ -عاصمة أراكان، ونهبها إثر مجزرة كبيرة مع الوطنيين أيضا، كما قام بهدم المكتبة الملكية والمآثر القديمة والمساجد والمدارس وغيرها ومحوها كلية.
قد قام بودوبيه بهدم كل شيء شك فيه إنه إسلامي أو أنه يتعلق بالمسلمين، وبالإضافة إلى ذلك قام هو بإنشاء معابد البوذيين وزوايا لهم ليحول أراكان الإسلامية إلى دولة بوذية بعد محو ميزاتها الإسلامية، وقد لجأ آلاف من المسلمين والبوذيين الوطنيين إلى جنوب البنغال، إنقاذا لأنفسهم من الأذى، وكان بودوبيه قبض على آلاف الرجال والنساء منهم وذهب بهم كأسرى حرب إلى بورما، حيث استخدمهم في الحروب.
و قد زاد عدد المسلمين خلال فترة الحكم البريطاني في بورما لان البريطانيين جلبوا عددا من المسلمين الهنود إلى بورما لمساعدتهم في الأعمال المكتبية والتجارة. و نتيجة لذلك ازداد عدد السكان من المسلمين خلال الحكم البريطاني في بورما بسبب موجات جديدة من المسلمين الهنود المهاجرون. ولكنها انخفضت انخفاضا حادا بعد 1941 بسبب الإتفاقية الهندية-البورمية، ثم مالبثت أن توقفت رسميا عند استقلال بورما (ميانمار) في 4 يناير 1948
التركيبة السكانية للمسلمين في بورما[عدل]
وفقا للتعداد الحكومي فإن نسبة المسلمون هي 4٪ من سكان بورما. ولكن وفقا لتقرير حرية الاعتقاد الدولي تابع لوزارة الخارجية الأمريكية سنة 2006 فإن البلد يقلل دائما من أعداد غير البوذيين في تعداد السكان. ويقدر الزعماء المسلمون أن المسلمين قد تصل نسبتهم إلى ما يقرب 20٪ من السكان.
لكن في عام 2016أصدرت الحكومة البورمية بيانات التعداد السكاني الخاصة بالدين والعرق لعام 2014، بعد عامين من التأخر، لتظهر تلك البيانات تراجعاً في نسبة مسلمي البلاد، من 3.9% من إجمالي تعداد السكان لعام 1983، إلى 2.3%، في حين لم يشمل التعداد حوالى 1.2 مليون نسمة من مسلمي الروهينغا. وأشارت نتائج التعداد إلى أن المسلمين المسجلين، يقدرون بمليون و147 ألف و495 نسمة، من تعداد سكان البلاد البالغ 51.5 مليون نسمة.
ينتشر المسلمون في أنحاء بورما على شكل مجتمعات صغيرة،حيث:
- يتركز المسلمين من أصول هندية في رانغون.
- روينجية وهي مجموعة عرقية صغيرة ويوجدون في ولاية أراكان غربي بورما. ويرتكزون في بلدات شمال أراكان: مايونجداو و بوثيدايونغ و راثدايونغ و أكياب و ساندواي وتونغو و سوكبرو وجزيرة راشونغ كياوكتاو.
- بانثاي وهم مسلمي بورما الصينيون.
- يوجد المسلمين من أصول مالايو في كاوثاونغ في أقصى الجنوب. ويسمى الأشخاص من أصول الملايو ومن أي ديانة كانت بإسم باشو.
- مسلمي الزربادي وهم خليط تزاوج رجال من مسلمي جنوب آسيا والشرق الأوسط مع نساء من بورما.
الإضطهاد[عدل]
الإضطهاد الذي تعرض له المسلمين عبر التاريخ[عدل]
أول ظهور للإضطهاد أسباب دينية وقعت في عهد الملك باينوانغ 1550-1589 م. فبعد أن استولى على باغو في 1559 حظر ممارسة الذبح الحلال للمسلمين، وسبب ذلك هو التعصب الديني، واجبر بعض الرعايا للاستماع إلى الخطب والمواعض البوذية مما يجبرهم لتغيير دينهم بالقوة. ومنع أيضا عيد الأضحى وذبح الأضاحي من الماشية. وقد منع أيضا الملك ألاينجبايا الأكل الحلال في القرن الثامن عشر.
وفي عهد الملك بوداوبايا (1782-1819) قبض على أربعة أشهر أئمة ميانمار المسلمين في مييدو وقتلهم في العاصمة أفا بعد رفضهم أكل لحم الخنزير. ووفقا لأقوال مسلمي مييدو وبورما فقد مرت على البلاد سبعة أيام مظلمة بعد إعدام الأئمة مما أجبر الملك على الإعتذار واصدر مرسوما باعتبارهم أولياء صالحين.
أعمال شغب عنصرية ودينية[عدل]
في ظل الحكم البريطاني ساهمت الضغوط الاقتصادية وكراهية الأجانب إلى زيادة المشاعر المناهضة للهنود ومن ثم المسلمين. ففي أعقاب أعمال شغب مناهضة للهنود سنة 1930، اندلعت توترات عنصرية بين العرقية البورمية وبين المهاجرين الهنود والسلطة البريطانية. وتحولت المشاعر البورمية ضد هؤلاء بأنهم أجانب وشملهم المسلمون من كافة الأعراق. وبعدها في سنة 1938 اندلعت اعمال شغب ضد المسلمين متأثرة بأقوال الصحف.
حملة بورما للبورميين[عدل]
تلك الأحداث السابقة أدت إلى ظهور حملة بورما للبورميين فقط، فنظموا مسيرة إلى بازار للمسلمين. وفرقت الشرطة الهندية تلك المظاهرة العنيفة مما أصيب فيها ثلاثة رهبان. فاستغلت الصحف البورمية صور للشرطة الهندية تهاجم الرهبان البوذيين للتحريض على زيادة انتشار أعمال الشغب. فنهبت متاجر المسلمين ومنازلهم والمساجد فدمرت وأحرقت بالكامل، كما تعرض المسلمين إلى إعتداء وقتل، وانتشر العنف في جميع أنحاء بورما، فتضرر حوالي 113 مسجدا.
جراء تلك الأحداث عين الحاكم البريطاني لجنة تحقيق في 22 سبتمبر 1938، فقررت اللجنة ان السبب الحقيقي وراء ذلك السخط هو تدهور الأوضاع السياسة الإجتماعية والاقتصادية في بورما. فاستغلت الصحف هذا التقرير لبث الكراهية ضد البريطانيين والهنود والمسلمين. فحتى لجنة سايمون التي أنشئت سنة 1927 للتحقق من الآثار المترتبة على تطبيق نظام الحكم الثنائي في الهند وبورما قد أوصت بتعيين مقاعد خاصة لمسلمي بورما في المجلس التشريعي، وأوصت أيضا بتشديد ضمان حقوق المواطنة الكاملة لجميع الأقليات: الحق في حرية العبادة والحق في اتباع الأعراف الخاصة بهم والحق في التملك والحق في الحصول على حصة من الإيرادات العامة للإنفاق على مؤسساتهم خيرية والتعليم الخاص بهم. وأوصت كذلك بحكومة مستقلة منفصلة عن الهند أو في حالة من السيادة الذاتية.
إتحاد الشعب الحر لمناهضة الفاشية[عدل]
تأسس الإتحاد الشعب الحر لمناهضة الفاشية (Anti-Fascist People's Freedom League) بالمختصر: AFPFL للجنرال أونغ سان ومعه يو نو. ثم ظهر مؤتمر مسلمي بورما وذلك قبيل الحرب العالمية الثانية. وقد أضحى يو نو أول رئيس وزراء لبورما بعد استقلالها سنة 1948. وبعدها بفترة طلب من مؤتمر مسلمي بورما ان تسحب عضويتها من الإتحاد الشعب الحر، وردا على ذلك قرر رئيس المؤتمر يو خين ماونغ لات الإنسحاب من المؤتمر والإنضمام إلى الإتحاد. وفي سنة 1955 طلب يو نو من مؤتمر مسلمي بورما أن يحل نفسه، ثم أزاله من عضوية إتحاد الشعب الحر في 30 سبتمبر 1956. وبعدها أعلن يو نو أن البوذية الدين الرسمي لبورما مما أثار غضب الاقليات الدينية.
انقلاب ني وين[عدل]
ساءت أحوال المسلمون بعد انقلاب الجنرال ني وين، فقد طردوا من الجيش وتعرضت تلك الأقلية للتهميش والإقصاء. ووصفت الأغلبية البوذية المسلمين بأنهم "قاتلي بقر" حيث هي ذبائحهم من الماشية في عيد الأضحى، واستخدموا ضدهم كلمة كالا وهي كلمة عنصرية مهينة تعني الأسود. ووزعت اتهامات بالإرهاب ضد المنظمات الإسلامية مثل اتحاد كل مسلمي بورما مما اجبر المسلمين بالإنضمام إلى جماعات المقاومة المسلحة للقتال لنيل الحرية.
اعمال شغب ضد المسلمين في ماندلاي (1997)[عدل]
في يوم 16 مارس 1997 وفي الساعة 3:30 عصرا ظهرت أخبار عن محاولة اغتصاب ابطالها مسلمين، فتجمهر ماعددهم 1,000-1,500 من الرهبان البوذيون وغيرهم من الغوغاء في ماندلاي. واستهدفوا بالبداية مساجد المسلمين، ثم املاكهم من محلات ومنازل وعربات النقل القريبة من المساجد. فقد أفادت التقارير بأنهم سلبوا ونهبوا ودمروا الممتلكات، واعتدوا على جميع الأماكن الدينية ودمروها، فقد قتل جراء اعمال الشغب ثلاثة أشخاص واعتقل 100 راهب.
اعمال شغب ضد المسلمين في ستوة وتوانغو (2001)[عدل]
كان التوتر بين البوذيين والمسلمين في أشده بستوة، فمشاعر الإستياء بينهما لها جذور عميقة وسببه أن كلا الطرفين يشعر انه محاصر من الطرف الآخر. حتى اندلعت الشرارة الآولى في فبراير شباط 2001 عندما رفض سبعة من الرهبان الصغار أن يدفعوا لصاحبة كشك مسلمة ثمن كيك اكلوه عندها. ووفقا لأحد الشهود المسلمين أن المرأة انتقمت بأن ضربت أحد هؤلاء الرهبان الجدد. وأكد الشاهد بمجيئ بعض المسؤولين الرهبان للاحتجاج فأعقبه شجار. فضرب زوج البائعة أحد الرهبان على رأسه فنزف الدم منه. مما أشعل أعمال الشغب، فما حل المساء حتى بدأت الإضطرابات تنتشر بسرعة لعدة ساعات. حيث أضرم البوذيون النار في مساكن المسلمين وممتلكاتهم وأشعلوها. فأحرق نتيجة لذلك أكثر من 30 منزلا ودار ضيافة تابعة للمسلمين. وقد وقف رجال الشرطة والجنود موقف المتفرج ولم يفعلوا شيئا لإيقاف العنف منذ البداية. لاتوجد تقديرات موثوقة لعدد القتلى أو الإصابات، لكن حسب مصادر النشطاء المسلمين فقد توفي أكثر من 20 شخصا. وقع النزاع في الجزء الذي تسكنه الأغلبية المسلمة في المدينة، لذا فقد لحقت الأضرار معظم ممتلكات المسلمين.
في سنة 2001 وزع الرهبان في جميع الأنحاء كتيب "ميو بياوك همار سوي كياوك تاي" (الخوف من ضياع العرق) وغيرها من المنشورات المناهضة للإسلام. وسهلت جمعية اتحاد التضامن والتنمية توزيع الكتيبات، وهي منظمة مدنية انشئها المجلس العسكري الحاكم، مجلس الدولة للسلام والتنمية. كان سبب تفاقم تلك المشاعر العدائية والتي أحس بها المسلمين هو الإستفزاز بعد تدمير تماثيل بوذا في باميان بولاية باميان في أفغانستان. فافادت تقارير منظمة حقوق الإنسان أن التوتر بين الطائفتين البوذية والمسلمة في توانغو كان موجودا بأسابيع قبل أن يتصاعد ويندلع في منتصف مايو 2001. وطالب الرهبان البوذيين بتدمير مسجد هانثا في توانغو "انتقاما" لتدمير تماثيل بوذا في باميان. وفي يوم 15 مايو 2001 اندلعت اعمال شغب ضد المسلمين في توانغوا، فخرب الغوغاء الذين يقودهم الرهبان البوذيين مقرات المسلمين من شركات وممتلكات وقتلوا مسلمين. فكانت الحصيلة مقتل أكثر من 200 مسلم وتدمير 11 مسجدا واحراق أكثر من 400 منزل. وفي نفس اليوم تعرض 20 مسلما كانوا يصلون في مسجد هان ثا للضرب من القوات الموالية للمجلس العسكري، فمات بعضهم. وفي يوم 17 مايو 2001 وصل الفريق ون ميينت السكرتير الثالث للمجلس العسكري ووزير الشؤون الدينية ففرض حظر التجول في توانغو. فتم قطع جميع خطوط الاتصالات حيث هدمت جرافات المجلس العسكري مسجدي هان ثا ومسجد سكة قطار توانغو في اليوم التالي. أما باقي مساجد توانغو فقد ظلت مغلقة حتى مايو 2002، واجبر المسلمون على الصلاة في مساكنهم. وبعد أعمال العنف بيومين تدخل الجيش فتوقف العنف مباشرة. وكانت هناك تقارير افادت بأن السلطات المحلية نبهت كبار المسلمين قبل الهجمات وحذرتهم من عدم الرد لتجنب تصاعد العنف. وقد ظلت تفاصيل بدء الهجمات والذين قاموا بها غير واضحة قبل نهاية السنة، فالذي جرى من عنف قد زاد من حدة التوتر بين الطائفتين البوذية والمسلمة.
اعمال شغب ضد المسلمين في أراكان (2012)[عدل]
بدأ البوذيون إبادة جماعية أخرى في ولاية راخين في يونيو 2012، بعد أن صرح رئيس ميانمار ثين سين بأنه يجب طرد مسلمي الروهنجيا من البلاد وإرسالهم إلى مخيمات لللاجئين تديرها الأمم المتحدة. بدأ كل شيء في 3 يونيو 2012 عندما قتل الجيش البورمي والغوغاء البورميون 11 مسلم بدون سبب بعدما أنزلوهم من الحافلات، فقامت احتجاجات عنيفة في اقليم أراكان ذو الأغلبية المسلمة، فوقع المتظاهرين ضحية استبداد الجيش والغوغاء، حيث ذكرت أنباء بمقتل أكثر من 50 شخصا واحراق آلاف المنازل حيث اشتبكت عرقيتي روهنغيا المسلمة مع البوذيون الأركان بغربي بورما.
الاضطهاد و العقوبات الدينية والاقتصادية التي يتعرض لها المسلمون الآن[عدل]
وتفرض الحكومة كذلك مجموعة من العقوبات الدينية والاقتصادية على السكان المسلمين في إقليم أراكان ومن أهما :-
الناحية الاقتصادية[عدل]
- تصادر الحكومة الميانمارية أراضي المسلمين وقوارب صيد السمك دون سبب واضح.
- فرض الضرائب الباهظة على كل شيء، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلا للعسكر أو من يُمثّلُهم بسعر زهيد بهدف إبقاء المسلمين فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار.
- منع المسلمين من شراء الآلات الزراعية الحديثة لتطوير مشاريعهم الزراعية.
- إلغاء العملات المتداوَلة بين وقت وآخر من دون تعويض، ودون إنذار مسبق.
- إحراق محاصيل المسلمين الزراعية وقتل مواشيهم.
- عدم السماح للمسلمين بالعمل ضمن القطاع الصناعي في أراكان.
الناحية الدينية[عدل]
- لا تسمح الحكومة بطباعة الكتب الدينية وإصدار المطبوعات الإسلامية إلا بعد إجازتها من الجهات الحكومية وهذا أمر صعب جداً.
- عدم السماح للمسلمين بإطلاق لِحاهُم أو لبس الزيّ الإسلامي في أماكن عملهم.
- تصادر الحكومة ممتلكات الأوقاف والمقابر المخصصة لدفن المسلمين وتُوزّعها على غيرهم أو وتحوّلها إلى مراحيض عامة أو حظائر للخنازير والمواشي!!
- يتعرّض كبار رجال الدين للامتهان والضرب ويتم إرغامهم على العمل في معسكرات الاعتقال.
- يُمنع استخدام مكبرات الصوت لإطلاق أذان الصلاة، وقد مُنع الأذان للصلاة بعد رمضان 1403 هـ (1983م).
- تتدخل الحكومة بطريقة غير مشروعة في إدارة المساجد والمدارس بهدف فرض إرادتها عليها.
- يُمنع المسلمون من أداء فريضة الحج باستثناء قلة من الأفراد الذين تعرفهم الحكومة وترضى عن سلوكهم.
- منع ذبح الأضاحي.
- هدم المساجد وتحويلها إلى مراقص وخمّارات ودُور سَكَن أو تحويلها إلى مستودعات وثكنات عسكرية ومتنزّهات عامة، ومصادرة الأراضي والعقارات الخاصة بالأوقاف الإسلامية وتوزيعها على الماغ البوذيين. وقد قال نائب رئيس اتحاد الطلاب المسلمين في إقليم أراكان إبراهي محمد عتيق الرحمن في حديث لـ"وكالة الأنباء الإسلامية ـ إينا": إنّ حكومة ميانمار قامت خلال عام 2001م بتدمير نحو 72 مسجداً وذلك بموجب قانون أصدرته منعتْ بموجبه بناء المساجد الجديدة أو ترميم وإصلاح المساجد القديمة، كما أن هذا القانون ينص على هدم أي مسجد بُنِيَ خلال العشر سنوات الأخيرة.
- حملات التنصير وخاصة بعد إعصار نرجس الذي ضرب بورما عام 2008 حيث بلغ عدد ضحايا هذا الإعصار على الأقل 78 ألف قتيل و56 ألف مفقود وملايين المشردين.
- المحاولات المستميتة لطمس الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي قسراً، فلقد فرضوا الثقافة البوذية والزواج من البوذيات وعدم لبس الحجاب للبنات المسلمات والتسمّي بأسماءٍ بوذية.
- طمس الهوية والآثار الإسلامية: وذلك بتدمير الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس تاريخية، وما بقي يُمنع منعاً باتاً من الترميم فضلاً عن إعادة البناء أو بناء أي شيء جديد لـه علاقة بالدين من مساجد ومدارس ومكتبات ودُور للأيتام وغيرها، وبعضها تهوي على رؤوس الناس بسبب مرور الزمن، والمدارس الإسلامية تُمنع من التطوير أو الاعتراف الحكومي والمصادقة لشهاداتها أو خرّيجيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق