٢٧ أغسطس ٢٠١٤ - ١٢ : ١١ صباحا
المرأة في مصر سطرت أعظم الأمثال في قيادة مصر فى زمن كان يصعب على أى شخص الجلوس على عرش السلطة، ورغم ما يقال عن الفكر والأعراف البدائية التى انتهكت حقوق المرأة فى العصور القديمة إلا أن هذه العصور نفسها هى التى أعطت الحق لها بالجلوس على عرش مصر على خلاف الدولة الحديثة التى نعيشها والتى وقفت ضد المرأة فى تولى رئاسة مصر منذ إعلان الجمهورية وإلغاء الملكية صراعات للوصول للمناصب القيادية..حقا هن نساء مصر الرائدات اللواتي حطمن قيودهن وتقدمن الصفوف وتزعمن كل جهد لإثبات ذواتهن ونيل حقوقهن ولهم كل التقدير والعرفان.
ملكات جلسن على عرش السلطة وحكمت
كان تولِّي امرأة حكم مصر أمراً لم يعتده المصريون القدماء، فهو بالنسبة لهم وضع غير طبيعي وعلى الرغم من ذلك تهيأت الظروف لبعض الملكات ليحكمن البلاد، وقد اختلفت الآراء في عدد الملكات الحاكمات، ويمكن القول بأن الملكات اللائي حكمن ودارت حول حكمهن المناقشات هن:
1 – ميريت نيت.. أول ملكة امرأة تحكم في تاريخ العالم
تعد ميريت نيت أول ملكة في تاريخ العالم اعتلت عرش البلاد واختلفت الآراء فى شأن هذه الملكة، وفيما إذا كانت قد حكمت البلاد، أم أنها كانت مجرد زوجة للملك، إلا أن الذي يؤكد توليها البلاد لوحة عثر عليها فى إحدى مقابر أبيدوس نقِش عليها اسم الملكة “ميريت نيت” وحدها.
كما جاء ذكرها في حجر بالرمو الخاص بأسماء الملوك الذين حكموا مصر وذكرت في المصادر التاريخية أنها ارتقت العرش وحكمت حكماً منفرداً وهذه ميزة تميزت بها الملكة مريت نيت عن سائر ملكات التاريخ.
و”ميريت نيت” الملكة الوحيدة من بين سيدات الأسرة المالكة التى عثِر لها على مقبرتين، إحداهما فى “سقارة”، والأخرى فى “أبيدوس” بجوار مقابر الملوك، ويدل هذا في رأي المؤرخين أنها كانت ملكة حاكمة.
وقد كانت – أغلب الظن – هى زوجة “واﭽـى” (ﭽـت)، وربما ابنة سلفه “ﭽـر”. ويعتقد البعض أنها كانت وصية على ابنها “دن” قبل أن يصبح ملكاً. وتعتبر مقبرتها من أعظم مقابر الأسرة الأولى. ولها لوحتان، إحداهما بالمتحف المصرى ، وهناك تمثال عليه اسمها، ولكن مشكوك فى أنه يخصها.
2 – خنت كـاوس.. ملكة مصر العليا والسفلى الوارثة الشرعية للعرش
خنت كـاوس الأولى ملكة مصر القديمة التى لعبت دوراً هاماً في تعاقب الأسرتين الرابعة والخامسة وربما كانت ابنة الفرعون من كاو رع، وزوجة شپ سس كاف وأم أوسر كاف، لكن هذا غير مؤكد وعليه جدل بين علماء الآثار.
اتخذت “خنت كاوس” لنفسها ألقاب عديدة وهى (ملكة مصر العليا والسفلى، أُم ملك مصر العليا والسفلى). وقد استنتج العالم “يونكر” من اللقب الأول أن انحصار وراثة العرش في “خنت كاوس” سمح لها بأن تحمل لقب (ملكة مصر العليا والسفلى).
وناقش “سليم حسن” مشكلة هذه الملكة، ويرى أنها كانت الوارثة الشرعية للعرش؛ ومن ثم فقد نقلت هذه الشرعية إلى الأسرة الخامسة ويعتقد أيضاً أنها كانت زوجة رجل ليس من الدم الملكي الخالص، ولما مات هذا الزوج كان ابنها لا يزال حدثاً، فتولت حكم البلاد باعتبارها وصية عليه، وقد بنت معبداً هرمياً في هضبة الجيزة، شمال طريق المعبد الجنائزي لمنقرع.
3 – نيـت إقـرت.. الملكة التى انتقمت لمقتل زوجها وانتحرت
الملكة نيـت إقـرت ثالث ملكة تحكم مصر حكماً منفرداً، وهى أخر ملوك الأسرة السادسة، وصفها معظم المؤرخون بأنها أجمل نساء عصرها فكانت تتمتع بالملامح الشقراء.
ويروى “نيوبرى” أنها الابنة الكبرى للملك “ﭙـﭙـى الأول” وأخت للملكين “مرى ان رع” (عنتى ام ساف الأول)، و”ﭙﭙـى الثانى”، وأنها ربما تزوجت من “مرى ان رع”، وبعد موته تزوجت من “ﭙﭙـى الثانى” الذى كان طفلاً، وبذا أصبحت الحاكمة الحقيقية للبلاد.
ويقول بعض المؤرخون إن بردية تورين اختوت أشارات إلى فترة حكم هذه الملكة وكان عامين وشهر ويوم واحد
وقد دار حول هذه الملكة عدد من الأساطير، ومنها ما ذكره “مانيتون” من أنها كانت أجمل نساء عصرها، وأنها بانية الهرم الثالث. وذكر “هيرودوت” أنها حكمت البلاد، ثم تحدث عن قصة انتحارها بعد انتقامها من الذين قتلوا زوجها ليضعوها مكانه حيث ارتقت العرش بعد مقتل زوجها فأرادت أن تنتقم من الذين دبروا تلك وأهلكت كثير من المصريين انتقاماً لزوجها وقال المؤرخ “هيرودوت” فى مراجعه أنها بنت قاعة واسعة تحت الأرض وقالت أنها ستفتتحها ولكنها فى قراره نفسها كانت تدبر أمرا غير ذلك وذات يوم دعت الملكة عدد كبير من المصريين لا سيما أولئك هم من قاموا بقتل زوجها وأطلقت عليهم أثناء تناولهم للطعام ماء النهر من قناة واسعة خفية وبعد أن فعلت ذلك ألقت بنفسها في غرفة مليئة بالرمال حتى لا تعاقب، ويوجد هرم ينتسب لهذه الملكة يقع فى شمال غرب هرم بيبى الثانى بسقارة
وعلى أية حال فقد تمكنت هذه الملكة بوسيلة ما من أن تصل إلى عرش البلاد. وبنهاية حكمها انتهت الأسرة السادسة، وانتهى معها عصر من أزهى عصور مصر القديمة، ألا وهو عصر الدولة القديمة.
4 – سـبك نفـرو.. الملكة العظيمة وسيدة كل النساء
الملكة سبك نفرو ابنه الملك أمنمحات الثالث، لم يطل حكمها أكثر من ثلاثه أعوام وأربعه أشهر وعشرين يوما كما جاء في بردية تورين بين اعوام 1782 و 1778 ق.م، وتولت عرش مصر بعد وفاة أخيها “أمنمحات الرابع”.
ويحتمل إن تلك الملكة شيدت هرمها علي مقربه من هرم امنمحات الثالث في هواره، فقد عثر علي بعض أثار باسمها علي مقربه من ذلك الهرم في القرن الماضي.
وهى الزوجة الملكية لسوبك ام ساف والتي تدعى بنخعس على لوحة محفوظة بمتحف اللوفر بفرنسا منقوش عليها سلسة نسب هذه الملكة التي وصفت بأنها بنت رئيس القضاة سبك ددو، ومن ألقابها الزوجة الملكية لعظيمة والوارثة العظيمة وسيدة كل النساء.
وبنهاية حكم هذه الملكة، تنتهى الأسرة الثانية عشرة، وتنطوى صفحات عصر من أمجد عصور مصر القديمة، لتدخل مصر مرحلة زمنية جديدة تعد نكسة فى تاريخها، وهى الفترة التى تعرف بـ (عصر الانتقال الثانى)، والتى نجح “الهكسوس” أثناءها فى احتلال مصر.
5 – حتشبسوت .. أقوى ملكات مصر
تعد أيضا الملكة حتشبسوت أحد أشهر الملكات في التاريخ، وخامس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، وحكمت من1482 قبل الميلاد إلى 1503 قبل الميلاد وتميز في عهدها قوة الجيش و البناء والرحلات التي قامت بها، وهى الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحوتمس الأول وأمها الملكة أحمس وكان أبوها الملك قد أنجب ابنا غير شرعى هو تحتمس الثانى وقد قبلت الزواج منه على عادة الأسر الملكية ليشاركا معا في الحكم بعد موته، وذلك حلا لمشكلة وجود وريث شرعى له
وحتشبسوت من أفضل وأقوى ملكات مصر حيث اشتهر حكم حتشبسوت بالسلام والازدهار حيث كانت تحاول اقصى وسعها تنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع اى حروب معهم.
هذه الملكة تركت ألغازا كثيرة وأسرارا وربما يكون أكثر تلك الألغاز إثارة شخصية ” سنموت ” ذلك المهندس الذى بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري والذى منحته 80 لقبا وكان مسئولا عن رعاية ابنتها الوحيدة وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته. وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت الاثنين سنموت وحتشبسوت فإنهما الملكة وخادمها أيضا قد شاركا في “حياة أسطورية ” وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزا حتى الآن.
واجهت حتشبسوت مشاكل عديدة في بداية حكمها بسبب حكمها من وراء الستار بدون شكل رسمى ويقول بعض المؤرخين انها قتلت زوجها واخوها الملك تحتمس الثانى للأستيلاء على الحكم ،وعلى الجانب الاخر
وواجهت مشاكل مع الشعب حيث كان يرى اغلب الناس انها امراة ولا تستطيع حكم البلاد ولذلك كانت تحاول دائما ان تلبس وتتزين بملابس الرجال لأقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم وايضا نشطت حركة التجارة التى كانت في حالة سيئة خصوصا في عصر الملك تحوتمس الثانى.
وأول من ارتدت القفازات وذلك لوجود عيب خلقى بأصابعها (6 صوابع او أكثر في اليد الواحدة ) لم يعرف الناس ذلك الا بعد رؤية موميائها ففى اغلب التماثيل التى صنعت لها كانت يداها تبدو طبيعية لأنها كانت تأمر النحاتون بذلك ،ايضا هى أول من طرزت القفازات بالأحجار الكريمة.
6- تـاوسـرت.. ملكة الأرضين التى تولت العرش بعد الفوضى
اختلف الباحثون في شخصية هذه الملكة، وما إذا كانت مجرد زوجة لأحد هؤلاء الملوك، أم أنها تمكنت لفترة ما من الاستيلاء على العرش بالحق الشرعي أو بالاغتصاب، فيرى “ألن جاردنر” أنها آخر ملكة تحكم في الأسرة التاسعة عشرة، ويحدد مدة حكمها بثماني سنوات في الفترة ما بين (1202-1194 ق.م). أما “يوليوس الأفريقي” و”يوسيبيوس” فقد ذكرا اسمها (Thuōris)، وأشارا إليه باعتباره اسماً لملك، وذكرا أن مدة حكمه قد استمرت سبع سنوات.
إلا أن المؤكد منه إن بعد موت الملك “مرنـﭙتاح” آخر الملوك الأقوياء في الأسرة التاسعة عشرة، عمّت البلاد فوضى شاملة، واجتاحتها موجة من الاضطرابات التي تخللتها كثير من المؤامرات بُغية الوصول إلى عرش البلاد، ويكاد الغموض يحيط بنهاية هذه الأسرة تماماً، وفي هذه الأثناء ظهر على مسرح الأحداث كثير من الأسماء التي تتنافس على العرش، مثل “ساﭘتاح”، و”آمون مس”، و”سيتي الثاني”؛ والملكة “تاوسرت”.
ويرجح بعض العلماء أن “تاوسرت” كانت زوجة للملك “مرنـﭙتاح ساﭘتاح”اعتماداً على أن مقبرتها في “وادي الملوك” كانت تحوي خراطيش واضحة لهذا الملك، وكانت الملكة تحمل ألقاب (زوجة الملك، سيدة الأرضين، سيدة الجنوب والشمال).
وتعتبر الملكة “تاوسرت” قد وصلت إلى عرش البلاد، فإنها بذلك تعتبر آخر الملكات الحاكمات حتى نهاية الدولة الحديثة.
ملكات تربعن على عرش السلطة فى ظروف غامضة
بعض الملكات لم تنفردن بالسلطة، ولكنهن بوصفهن زوجات للملوك قد تمكن من أن تلعبن دوراً بارزاً، واستطاع بعضهن التأثير بشكل واضح في مجريات الأمور، وتوجيه سياسة البلاد الداخلية والخارجية بالاشتراك مع أزواجهن، ومن بينهن من لعبت دوراً بارزاً في شئون البلاد.
7 – نفرتيتى..أجمل ملكات مصر التى قضت على أعدائها
إحدى أقوى النساء في مصر القديمة، ويعني اسمها “المرأة الجميلة قد أقبلت، وقد عثر على قبرها بالقرب من قبر الملك توت عنخ آمون ابن زوجها “إخناتون”،الذي حكم مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
تنتمي للأسرة الـثامنة عشر قبل الميلاد في مصر الفرعونية، وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد- منزلة رفيعة أثناء فترة حكم زوجها الفرعون “أمنوفيس الرابع” أو “أمنحتب الرابع”، المعروف باسم “إخناتون”، ومثل ما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها.
كانت دائماً تلبس ثوباً رقيقاً طويلاً و تاجاً ذا ريشتين مرة، وأخرى بتاج ذي ريشتين وتحته قرص الشمس، فهي لم تكن ملكة فقط بل تمتعت بمركزية تامة.
ومن ألقاب نفرتيتى الملكية الزوجة الملكية العظيمة، وقد أنجبت نفرتيتى من أخناتون ست من البنات .
وكانت نفرتيتي تساند زوجها أثناء ثورته الدينية والاجتماعية، ثم انتقلت حيث لعبت دورا أساسيا في نشر المفاهيم الجديدة التي نادي بها زوجها، وظهرت معه أثناء الاحتفالات صورت فيها الملكة وهى تقوم بالقضاء على الأعداء وتمتعت بسلطة واسعة ليس لها مثيل فى قيادة البلد.
ويمكن مشاهدة ذلك على جدران معابد آتون ومقابر الأشراف بتل العمارنة. والطقوس، وبالمشاهد العائلية، وكذلك في المناظر التقليدية للحملات العسكرية وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى.
وتوفيت نفرتيتي في العام الرابع عشر لحكم إخناتون، ودفنت في مقبرتها بالمقابر الملكية، في تل العمارنة، وكان القبر قد استرعى انتباه بعثة “فليتشر” عام 2002 وتعرفت على الشعر المستعار النوبي الذي كانت تضعه نساء الأسرة المالكة على رؤوسهن خلال حكم اخناتون ومنها توصلا إلى ثلاث مومياءات اثنتان منها لامرأتين وواحدة لصبي، وواحدة من المومياءات التي يعتقد أنها الآن لنفرتيتي لها رقبة طويلة شبيهة برقبة الملكة على الرغم من الضربات التي أصابت الوجه بعد الوفاة.
كذلك عثرت فليتشر على بعض الشواهد الجسدية بما فيها عصابة محكمة كانت تضعها على جبهتها وشحمة أذن بها ثقبان ورأس حليق وأثناء فحص للمومياء في 2003 اكتشف العلماء أن الذراع اليمنى مقطوعة ومثنية ولا زالت الأصابع تقبض على صولجان ملكي وكان لا يسمح سوى للفراعنة والملكات بأن يثنوا أذرعهم على تلك الصورة وأدت تلك الأدلة بما فيها المجوهرات التي وجدت في تجويف الصدر المحطم بفليتشر الى الاعتقاد بأن المومياء تخص نفرتيتي.
8 – نفرتارى.. أشهر ملكة فرعونية
ولدت سنة 1300 قبل الميلاد وكانت كبيرة الزوجات الملكيات (أو الزوجة الرئيسية) لرمسيس العظيم، ونفرتاري تعني المصاحبة الجميلة و يترجم الاسم بمعاني مختلفة “المحبوبة التي لا مثيل لها ” أو ” جميلة جميلات الدنيا” وهي واحدة من أكثر الملكات المصرية شهرة ككليوباترا نفرتيتي و حتشبسوت
وظلت نفرتاري أهم زوجات الفرعون من ثماني زوجات في صعيد مصر لمدة طويلة وكانت شريكته فى الحكم وتوفت سنة 1250 قبل الميلاد و اُكتشفت مقبرة نفرتارى سنة 1904 و لم تفتح للجمهور منذ اكتشافها إلا في أوائل عقد التسعينات من القرن الماضي، وذلك لحدوث بعض التلف في النقوش والزخارف بسبب ترسب الأملاح وتزخر المقبرة بالنقوش والرسوم الجدارية الحية و هناك لوحة حائطية تُصور الملكة وهى تلعب لعبة شبيهة بالشطرنج
9 – كليوباترا الثانية.. الملكة التى حكمت بعد ثورة علي أبيها مؤقتا
الملكة كليوباترا الثانية هى إحدى أبناء بطليموس الخامس واخت لبطليموس السادس وأيضا لبطليموس السابع والثامن واشتركت في الحكم هي وبطليموس السادس والسابع وبعد وفاته بطليموس السادس تولت الحكم هي وبطليموس السابع ثم حكمت هي وبطليموس الثامن بعد وفاة بطليموس السابع ثم قامت ثورة كبيرة على بطليموس الثامن فهرب فأنفردت في الحكم وبعد مرور فترة استعاد الحكم
10 – برنيقة ..الملكة التى حكمت بعد وفاة زوجها
بعد وفاه بطليموس التاسع لم يكن له وريث للملك؛ فتولت حكم مصر زوجته الثالثة برنيقة وعرف بعد ذلك أن هناك أبنا للملك الأسبق وهو بطليموس العاشر موجودا في روما فعاد إلى مصر وتزوج برنيقة وحكم مصر.
11 – كليوبترا السابعة.. الملكة التى عشقت أنطونيو وقتلت نفسها بسبب الحكم
الملكة كليوباترا السابعة آخر الحكام البطالمة في مصر، وقد تفوقت على من سبقوها في الذكاء والحصافة والطموح، واعتلت كليوباترا العرش وحكمت مصر لنحو عشرين عاما (من عام 51 إلى عام 30 ق.م).
ووفق المراجع التاريخية، فإنها تزوجت من أخيها بطليموس الثالث عشر؛ وتوجا بالتاج المزدوج لمصر العليا ومصر السفلي ورضي بهما الكهنة والشعب كحاكميهم المقدسين.
ثم شعرت بأن ذلك الزواج يعيق مخططاتها السياسية حتى اتهمت بعد ثلاث سنوات من الحكم، بأنها تحاول الاستيلاء على العرش والاستئثار به؛ ففرت إلى الصحراء الشرقية وجمعت جيشا من العرب وهاجمت بطليموس أكثر من مرة وعندما علمت إن يوليوس قيصر هو من يستطيع إن يحقق حلمها بالسلطة اتفقت مع أحد الجنود أن تصل له واختبأت داخل بساط كبير حمله أحد أتباعها كهدية إلى قيصر؛ وعندما دخل الرجل إلى القصر، ظهرت هي من البساط ونشأت علاقة مع قيصر، واتفقت معه للاستيلاء على عرش أخيها.
ووقف قيصر بجوار كليوباترا، وحارب أعداءها حتي مات بطليموس غرقا ولم يعد هناك من يحول بينها وبين تاج مصر المزدوج.
وهام قيصر حبا بكليوباترا وحملت بطفل منه وقد خفض مبلغ الدين الذي كان جدها ووالدها قد استداناه واعترف علانية باستقلال مصر، وحلمت كليوبترا إن ولدها سوف يحكم يحكم كلا من مصر وروما في إمبراطورية واحدة عظيمة تضم الشرق والغرب، إلا إن مقتل يوليوس قيصر بدد حلمها وعادت كليوباترا ومعها قيصرون الصغير إلي وطنه مصر بعد موت قيصر وأخذت تباشر حكم البلاد فنظمت الضرائب واهتمت بالزراعة والري وحققت قدرا من الرخاء والطمأنينة للبلاد وزادت من تجميل الإسكندرية وأعادت تكوين مكتبتها وشجعت العلماء والمشتغلين بالعلوم الكيماوية والرياضيات والفلاسفة ورعت فنون التصوير والنسيج كما شجعت أيضا الصناعات المحلية.
وتعرفت على مارك أنطونيو في خريف عام 42 ق.م، الذي آل إليه الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية، والتى قررت أن تحلم من جديد بالسلطة على العالم بالتقرب من أنطونيو وبالفعل أستطاعت أن تسحره بجمالها وتخلي انطونيوس عن مستقبله في روما ليتبع كليوباترا إلي الإسكندرية ويستمتع بحبها وأغرق نفسه في جميع الملذات التي قدمتها له كما أنجبت له كليوباترا عدة أطفال وراقب منافسه أوكتافيوس ومجلس الشيوخ والشعب الروماني ذلك واستبد بهم الغضب ووقفت روما ضد الإسكندرية، وأوكتافيوس ضد انطونيوس وكليوباترا، وكان عليهما أن يخوضا غمار حرب حتي النهاية، وأقلق الرومان أن أنطونيو أراد أن يجعل الإسكندرية عاصمة للإمبراطورية الرومانية وسرعان ما أعلنت كليوباترا «ملكة الملكات»، ووزعت الولايات الشرقية للإمبراطورية الرومانية بينها وبين طفليها من أنطونيو.
ورأت كليوباترا نفسها إمبراطورة للمرة الثانية؛ وكل ما تبقى لتحقيق ذلك، هو أن يطيح أنطونيو بأوغسطس ولكن أنطونيو هزم في عام 31 ق.م. وفر الاثنان إلى الإسكندرية.
وقبل دخول أوغسطس إلى الإسكندرية قتل أنطونيو نفسه، واختبأت كليوباترا بمقبرتها في الحي الملكي بالإسكندرية؛ حيث كان قصرها الشهير، وقد احتفظت بكنوزها جميعا في المقبرة.
وهددت بأن تضرم النار في المقبرة؛ فتقتل بذلك نفسها وتدمر الكنوز؛ ومعها أحلام روما في عرض كليوباترا أثناء احتفالات النصر لأوغسطس، الذي خدعها وأوقع بها هى وكنوزها وقبل أن يهجم على مقبرتها قتلت نفسها.
12 – شجرة الدر.. أخر الملكات التى أل لها الحكم فى مصر وماتت بالقباقيب
شجر الدر الملكة التى تمكنت من الإطاحة بأيبك وأقطاى وأجبرت لويس التاسع، بعد أن هزمت جيوشه، على دفع فدية 800 ألف دينار وكانت قد لقبت نفسها فى وثائق الدولة الرسمية باسم «أم خليل» وهى مملوكة الملك الصالح وخادمة خليفة المسلمين فى بغداد وحكمت مصر ثمانين يوماً، بمبايعة المماليك والأعيان.
نقش اسمها على الدراهم والدنانير وأصبحت الأحكام تصدر باسمها وقد سيرت المحمل حاملا كسوة الكعبة مصحوبا بالمؤن والأموال لأهل بيت الله الحرام تحميه فرق من الجيش وقامت بنشر راية السلام فأمن الناس خلال فترة حكمها القصير وتوج حكمها بصد الصليبيين بأسر لويس التاسع.
كانت شجر الدر جارية حظيت بإعجاب الملك الصالح نجم الدين أيوب الذى اشتراها ولقبها بشجر الدر واختلف المؤرخون فى تحديد جنسيتها إذا كانت تركية أو جركسية أو رومانية أو أرمنية فلم تكن كباقى الجاريات بل تميزت بالذكاء الحاد والفطنة والجمال وإجادة القراءة والخط والغناء وحظيت عنده بمنزلة رفيعة فأعتقها وأصبح لها الحق فى أن تكون المالكة الوحيدة لقلبه وعقله وصاحبة الرأى ثم أصبحت الشريكة الشرعية وأنجبت منه ابنها خليل ولكنه توفى وكان قد اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب «الملك الصالح»، وأحبها فأعتقها وتزوجها.
وأثناء الحملة الصليبية على مصر توفى الملك الصالح فأخفت شجر الدر نبأ وفاته تفاديا لما قد يحدثه خبر وفاته من بلبلة فى الدولة ويفت من عضد الجيش ويؤثر فى معنويات الجند وتولت شجر الدر ترتيب أمور الدولة وتم استدعاء ابن الملك الصالح وقرب قدومه أمرت رجال الدولة والجيش أن يحلفوا له يمين الولاء وقامت بوضع خطة حربية مع القوات وأمراء المماليك وكانت تقضى بتعاون الأهالى مع الجنود فى صد هجمات الأعداء حتى انتصر عليهم المسلمون عام 1205 ثم تنكر لها توران شاه وهددها وطالبها بمال أبيه وبدأ يخطط للتخلص من أمراء المماليك فكانوا هم الأسبق ولم يدم حكم توران أكثر من شهرين وتخلص منه المماليك بالقتل على يد أقطاى وبدلا من أن يختاروا واحدا منهم لتولى شؤون البلاد اختاروا شجرة الدر لتولى منصب سلطان البلاد وأخذت البيعة ولقبت باسم «المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنين» وقبضت شجرة الدر على زمام الأمور وكان أول عمل لها هو تصفية الوجود الصليبى فى البلاد وانتهت بالاتفاق مع الملك لويس التاسع الذى كان أسيرا بالمنصورة على تسليم دمياط وإخلاء سبيله ومن معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار يدفع نصفها قبل رحيله والباقى بعد وصوله إلى عكا مع تعهد بعدم العودة إلى سواحل البلاد الإسلامية غير أن الأمر لم يدم لشجر الدر حيث ثار الأيوبيون لمقتل توران شاه ابن الملك الصالح، كما لقيت معارضة داخل البلاد وخارجها تستنكر جلوس امرأة على عرش البلاد وكتب الخليفة المستعصم للمماليك فى مصر يقول: «إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسير إليكم رجلا» وتنازلت شجر الدر عن العرش – لتجنب البلاد المحن والفتن – للأمير عزالدين أيبك بعد أن تزوجته لتحكم قبضتها على الحكم من خلال سيطرتها عليه فأرغمته على هجر زوجته الأولى أم ولده المنصور على وحرمت عليه زيارتها خوفا من أن يرث ابنه الحكم ولم تكتف شجر الدر بذلك بل ساعدت عزالدين أيبك على التخلص من فارس الدين أقطاى الذى سبب لهم مشاكل عديدة فى حكم البلاد لما كان لكلمته من صدى على تحركات الجند ولكن عزالدين أيبك بعد أن أحكم قبضته على الحكم بدأ فى اتخاذ خطوات للزواج من ابنة «بدر الدين لؤلؤ» صاحب الموصل فغضبت شجر الدر ودبرت مؤامرة للتخلص منه حيث لقى حتفه هناك فى 1257م وأشاعت أن المعز لدين الله أيبك مات فجأة بالليل ولكن مماليك أيبك لم يصدقوها فقبضوا عليها وحملوها إلى امرأة عزالدين أيبك التى أمرت جواريها بقتلها فقمن بضربها بالقباقيب على رأسها وألقين بها من فوق سور القلعة ولم تدفن إلا بعد أيام، كان هذا فى الثالث من مايو 1257.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق