بين يدي العترة الطيبة الطاهرة عليهم السلام
بين يدي العترة الطيبة الطاهرة عليهم السلام
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله المتفضل بالجود والإحسان
والمنعم على عباده بنعم لا يحصيها العد والحسبان انعم علينا بإنزال هذا القرآن هدى
للناس وتبيان من الهدى والفرقان .. المعز الجبار نصر نبينا محمد صلى الله عليه
وآله واصحابه ببدر وسماه يوم الفرقان ونصر عبده يوم التقى الجمعان
.. والصلاة والسلام على أشرف الأنباء والمرسلين سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين ... أم بعد
وأنا استسقى ذلك الرحيق الطيب بالبحث والاستقصاء عن
العترة الطيبة المطهرة وأقلب الكتب والمراجع واسأل وفي السير والأنساب والنحل
وأقرءا في الرحلات وخاصة رحلات ذريت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدما حصل
لهم القتل والتنكيل وهجرتهم وتفرقهم لأصقاع الأرض خوفا على أنفسهم وذريتهم مجاهدين
داعين للدين القويم صابرين محتسبين ..
استعنت بالله وعزمت أن أدون وأبحث وأتحرى عن آل البيت
ورحلاتهم وهجرتهم والمواطن التي استقروا بها وعمروها ... ويطيب المقام في زمن ليس
زمان حاضرا وفي بلاد لم أزرها وأن كنت اعرف بعضها في الخارطة ... أتوقف وادرس
الحال تارة ,, وأتفكر وأمعن وأتبصر على قلة علمي وضعف خبرتي .. فأتهيب الموقف اخشي
الوقوع في الخطاء فإقدامي بقدر الرهبة التي تنتابني .. فأنا في روضة آل البيت
عليهم السلام .. يغلوا فيهم البعض ويزهد الكثير .. كل قصة أو هجرة لهم تحتمل أمورا
.. ولربما أقع في التأويل دون أن ادري أو انساق خلف العاطفة .. وخوفي وخشيتي
يعززون أقدامي في تريث وروية اسأل الله أن يلهمني الصواب لأتبع الحق ولا أكون ممن
يختلفون أو يتخلفون ..
تغلبني دموعي ويحزن قلبي وأنا أستحضر تلك الأمانة واسيح
بين صفحات تاريخ آل البيت عليهم السلام فأجد نفسي بين المزن والسحب التي تتنقل
لتنزل الرحمة بين قطرات تنهمر فتنبت رياض ومروج وبساتين مثمرة بخير عميم وتاهتز
الأرض لتربو بخيراتها ويتجل نور ربك بتهليل وحمد وثناء تقديس وتسبيح .. فذاك ديدن
آل بيت رسول الله عليهم السلام ..
وتمضي
الأيام وأنا أتتبع السير لآل البيت عليهم السلام
واقلب وأتصفح بعض كتب التاريخ في لزيادة العلم والمعرفة وكان يقع بين يدي
بين
الفينة والأخرى كتيب أو مقالة أو كتاب يتكلم عن آل محمد رسول الله صلى الله
عليه
وآله وسلم ولا أنكركم أني كنت زاهدا فيها من قبل.. لقلة درايتي وخبرتي
ومعرفتي .. ولأنه ترسخ عندنا
مفهوم لا نبحر في بحر نجهله خشية أن تواجها أمواج الغث والسمين ,, وهذا
المحضور
الذي كنت أخشاه وثقافتنا الدينية لم تعلمنا حق آل البيت عليهم السلام حيث
المحذورات التي تلقيناها من الكفر بدراسة وتتبع كتب بعض الطوائف الدينية
فأصبحنا وجلين خائفين مزعزعين العقيدة نداري الجهل المطبق في قلوبنا
وعقولنا بالتهجم
على كل من خالفن في العقيدة (( بعلم وجهل )) حيث أمسينا بعيدين كل البعد عن
دعوة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلك الدعوة
التي تحمل الرحمة العظيمة لتكون النور الأبدي لبني أدم .. أهداه الله إليهم ليخرجهم من
الظلمات والعذاب والبؤس والشقاء واستعباد واستحواذ البشر لفسيح رحمته وتفضله
سبحانه وتعالى .. قال عليه وآله الصلاة والسلام (( يا أيها الناس إنما أنا
رحمة مهداة )) وهذا مصداق قوله
تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) ..
ولا غرو وأنا على هذا الحال أجد كم هائلا من كتب ومؤلفات
وبحوث وتحقيق لآل البيت عليهم السلام ومنهم علماء وفطاحله العلم الشرعي لم نسمع
بهم من قبل أو نقرأ عنهم أو عن مؤلفاتهم بل أن هناك مذهب معتبر لآل البيت وهو مذهب
(( جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ )) وأن بعض أأمة المذاهب المعتبرة لأهل السنة والجماعة
طلاب وأخذوا العلم عن الإمام جعفر الصادق ... وأن تواتر أن أبن تيمية خالف الإمام
الصادق .. فهذا ليس مبرر أن يترك طلاب العلم الشرعي في بلادنا مذهب الإمام الصادق
دون بحث وتطبيق .. أم أنكم تنسبونه للأمامية الإثنى عشرية .. لا وربي فهو حبر
العترة الطيبة الطاهرة منبع العلم وترجمان القرآن ..
وإيرادي لهذا المثل هو مدخل لما لأمر يجهله السواد
الأعظم من الناس ولا يتحدث عنه كثير من علماء الشريعة وطلاب العلم الشرعي والدعاة
وكأنهم لم يقفوا على تلك النصوص الأحاديث الصحيحة عن فضل عترة معلم البشر عليه
الصلاة والسلام ..
يا علمائنا يا طلاب العلم الشرعي يا دعاة يا أبناء أمة
ومحمد عليه وآله الصلاة والسلام اتقوا
الله فأنكم تخفون ولربما تطمسون علما عظيما خرج من مشكاة النبي الرسول عليه وآله
وسلم فماذا أنتم قائلون لربكم يوم تقفون ترجون رحمته وتخشون عذابه ........... ؟؟
.............. !
وهنا لي وقفه ... والحزن يتملكني ويهز خلجاتي فيرتجف
القلب والفؤاد بشعور عجيب غريب وأعترف أن حروفي وكلماتي والجمل قاصرة في أخراج ذلك
المكنون لأن تاريخ ذرية الحبيب مشوه عاثوا فيه فسادا بعدما قتلوا منهم سلبوهم
الحقوق الشرعية التي يجدونها في كتاب الله وفي أسانيد رسوله الكريم ( عليه وآله أفضل
الصلاة والسلام ) ونكلوا وضيقوا عليهم وهجروهم بل لاحقوهم من مكان لمكان .. وكأنهم
يريدون أن يطفوا نور الله على أرضة وبين خلقة .. ومع ذلك استدرك وأوقن أن ما عند
الله لا ينال إلا بطاعته وتقى وزهد بما في أيد الناس والصبر والاحتساب .. وهذا
لعمري ديدن ذريت النبي الأمي صلى الله عليه وآله وسلم ..
وقفة .. ولو عدنا للأسانيد لوجدنا كم هائل من الأحاديث
التي تترك ولا يستشهد بها في فضل آل البيت عليهم السلام ومنها قول النبي الأمي صلى
الله عليه وآله وسلم (( أما بعد ألا أيها الناس
فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله
فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم
قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في
أهل بيتي )) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ((إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى
يردا علي الحوض )) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ((إني تارك فيكم ما إن تمسكنم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر:
كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا
علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ))
والأسانيد كثير في هذا الأمر ولكن تطبيقا أصبح يوافق هوى طالب دنيا وطامع في سلطان
أو غافل لا يدري هو بأي زمان أو مكان أو زاهد فيما عند ربي مشغول بدرهم ودينار ..
أو عدو متربص .. أو منافق معلوم النفاق .. أو مغالي ينزل العبد بمقام الإله جل
سبحانه وتعالى عن خطايا وكبر الإنسان ...
اللهم يا يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض
يا حنان يا منان يارب العرش العظيم صلي وسلم على شفيعك ورحمتك المهداة أمامنا
ونبينا الحبيب وآل بيته الطيبين الأطهار وبارك فيهم وفي ذريتهم إلى يوم اللقاء
الأعظم صلاة طيبة مباركة عليهم كما صليت ربي وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم ..
اللهم يا قدوس يا قيوم يا بار يا منان ذا الإحسان نصرك المبين وتسديدك العميم ..
جمعا للشمل ورباطة للجأش .. وأمنن ربي بتعاضد أمة محمد وتوحيدها أمرها ليرفعوا
راية الجهاد فقد عم الظلم وكثر الهرج والمرج واستبيحت المحرمات وكثر المجون والفسق
والعصيان وتطاولوا ربي بالبنيان ..
اللهم يارب أنك تعلم أنهم أدخلونا جحر ضب مذعورين خائفين
بغير سلطان وغربوا فينا الفكر والأبناء فلا سلطان لنا غير سلطانك فمنن ربي علينا بمن
ينتشلنا ويجلي ما علق فينا من أدران لنحمدك ربي ونسبحك ونذكرك سرا وعلانية ولا
نخشى سواك ... اللهم آمين
اللهم اهدنا لم اختلفنا فيه من الحق بإذنك .. إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم وأغفر
لوالدينا ولي ولأبنائي وأحفادي وزوجتي ولإخواننا وأخواتنا وسائر المسلمين الأحياء
منهم والأموات وأرحم ضعفنا وهواننا .. ربنا لا
تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل
علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف
عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .. وأجعل اللهم ربي ثواب هذا العمل لوالدتي ووالدي فهما عبدين لك ربي فرحمهما كما ربياني صغير يا
حنان يا منان اللهم آمين
.. اللهم يارب أسألك الفردوس الأعلى من الجنة ونور وجهك
ربي وشربة نشربها من حوض نبيك ربي بصحبة شفيعك ربي المصطفى صلى الله
عليه وآله وسلم اللهم آمين
والحمد لله ربي العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق