كان بلوتو يعتبر الكوكب الأبعد من
الشمس وإلى حد
بعيد الأصغر، ولكن حديثا انتهى الجدل الدائر بخصوصه، وتم فصله عن اخوته
في المجموعة الشمسية لتصبح ثمانية كواكب، وإعتبر أن بلوتو هو كويكب
مصدره من حزام كيوبر لوجود إختلافات كثيرة بينه وبين سائر الكواكب
الاخرى، فقد كان هناك بعض العلماء من يعتبرون ان تصنيف بلوتو الأفضل هو
كويكب أو مذنب كبير بدلا من كونه كوكب، والبعض يعتبرونه الجرم الأكبر
في حزام كيوبر Kuiper، وهناك افضلية للرأي الأخير.
لطبيعة مدار بلوتو
الغير عادي وكدلك القمر تريتون
قمر
نيبتون والتشابه الكبير فيما بينهما يعزز فرضية وجود بعض الترابط
التاريخي بينهما، ولقد كانت فكرة أن بلوتو لربما كان ذات مرة قمر تابع
لنبتون، لكن هذا غير محتمل الآن، الفكرة
الأكثر قبولا هي ان تريتون مثل بلوتو كان يتحرك في مدار مستقل حول
الشمس وأسر لاحقا بجاذبية بنبتون، او ربما تريتون وبلوتو وكارون هم الأعضاء
الوحيدين الباقين من أجسام مماثلة قذفت من غيمة اورت Oort Cloud، أو مثل
قمر الأرض قد يكون
كارون نتيجة إصطدام بين بلوتو وجسم آخر.
اكتشف بلوتو في عام 1930 بالمصادفة عند العمل في حسابات كانت قد اهملت من قبل واعتبرت خاطئة وهي التي توقعت بوجود كوكب ما بعد نبتون مستندة على حركات اورانوس ونبتون، ولمعرفة الخطأ قام كلايد دبليو تومبو (Clyde W. Tombaugh) في مرصد لويل - أريزونا بعمل مسح دقيق جدا للسماء وعلى أثره تم هذا الاكتشاف.
بلوتو لم تزره اي مركبة فضائية من قبل، حتى تلسكوب هابل الفضائي لا يمكن الا أن يميز فقط الاشياء الكبيرة على سطحه، وهناك مهمة مخططة تدعى نيو هوريزون والتي سوف تنطلق في 2008 قاصدة ذلك الكويكب.
بلوتو له قمر تابع هو كارون Charon، إكتشف في عام 1978 بالمصادفة ايضا مباشرة وقبل حركته المدارية داخل النظام الشمسي الداخلي، لذلك كان من الممكن ملاحظة العديد من تحركات بلوتو حول التابع كارون وبالعكس وبحساب اي قسم في اي جسم سيغطي الجسم الاخر وفي اي وقت ومراقبة مدى سطوع المنحنى وقد كان الفلكيون قادرون على بناء خريطة من الضوء والمناطق المظلمة على كلا الجسمين.
نصف قطر بلوتو ليس معروفا بالتحديد، حددتها جي بي إل بـ 1137 مع نسبة خطأ +/- 8% مع ان الكتلة المجمعة لكل من بلوتو وكارون معروفة جيدا، اما الكتلة الفردية لكلا من بلوتو او كارون صعبة التحديد لأن ذلك يتطلب تحديد حركاتهم المتبادلة حول مركز كتلة النظام والتي تتطلب مقاييس أدق وأكثر بالاضافة الى صغرهما وبعدهم عنا.
مدار بلوتو من المدارات الشاذة جدا، فأحيانا يكون أقرب إلى الشمس من الكوكب نبتون، ويدور بلوتو بالإتجاه المعاكس من أغلب الكواكب الأخرى، وفترة مدار بلوتو هي 1.5 مرة أطول من فترة مدار نبتون، وايضا ميله المداري أعلى بكثير من الكواكب الأخرى، لذلك يظهر بأن مدار بلوتو يعبر مدار نبتون، ولكن ذلك لن يحدث ولن يصطدموا، ومثل كوكب اورانوس مستوى خط إستواء بلوتو تقريبا مساوى في الزوايا لمستوى مدارها.
درجة الحرارة السطحية على بلوتو تتفاوت بين -235 و-210 درجة مئوية، المناطق الأدفأ تقابل تقريبا المناطق التي تبدو أظلم في أطوال الموجة البصرية.
تركيب بلوتو مجهول، لكن كثافته (حوالي 2 جرام / سنتيمترمكعب) وتشير الدراسات بأن تركيبه محتمل ان يتكون من خليط من الصخور التي تمثل حوالي 70 % والماء بنسبة تبلغ حوالي 30 % مثل القمر تريتون، وتبدو المناطق اللامعة من السطح مغطاه بثلوج النتروجين وكميات أصغر وصلبة من ميثان وإيثان وأول أكسيد الكربون، اما تركيب المناطق الأظلم من سطح بلوتو فهي مازالت مجهولة ولكن قد يكون بسبب مواد عضوية بدائية أو ردود أفعال ضوء كميائية نقلت بالأشعة الكونية.
المعلومات المتوفرة قليلة حول الغلاف الجوي لبلوتو، من المحتمل انه يتكون أساسا من النتروجين مع بعض أول أكسيد الكربون والميثان وهو غلاف ضعيف جدا، وقد يكون الغلاف الجوي لبلوتو من غاز فقط عندما يمر بلوتو قرب الشمس، وأغلبية سنته الطويلة من غازات جوية تتجمد بسبب بعده عن مصدر الحرارة، فعندما يقترب من الشمس تهرب بعض الغازات إلى الفضاء وربما تتفاعل مع قمره كارون، مهمة ناسا التالية تخطط للوصول إلى بلوتو حينما يكون الغلاف الجوي لازال في حالته الغازية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق