إذاعة BBC

ابحث فى مدونتى

form method="get" action="/search" id="search">
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مصر الام. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مصر الام. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 22 مايو 2020

مصطفى رياض باشا رئيس وزراء مصر


ولد مصطفى رياض بالقاهرة عام 18341]اختلف المؤرخون في جنسية مصطفى رياض، فيرى بعضهم أنه كان يهودياً من سميرنا وينتمي لأسرة من المرابين ووزاني الذهب تعرف باسم الوزان، وأن اسمه الحقيقي هو: يعقوب، بينما يرى آخرون أنه تركي مسلم، وأنه نجل ناظر الضربخانة المصرية (سك العملة).تلقى العلم بالمدارس، وتخرج في مدرسة المفروزة العسكرية.اقترن بابنة حسين طبوزاده، وهو تركي من البلقان حضر لمصر مع محمد علي.الحياة السياسية[عدل]دخل خدمة الحكومة المصرية بوظيفة مبيض (ناسخ) في مجلس العموم عام 1848، وكلف بعمل آخر وهو قيد الخلاصات.ألغي المجلس السابق عام 1848، فعين كاتباً عربياً بديوان الوثائق وقيدها بالسجلات العربية (1848 - 1849).انتظم في العمل في سلك عساكر الموسيقى برتبة ملازم عام 1849، ثم ترقى إلى رتبة اليوزباشيي (نقيب)، ثم رتبة الصاغ (رائد)، مع استمراره في عمله كعازف، ثم ترقى إلى رتبة البكباشي (مقدم) أثناء خدمته الموسيقى العسكرية.انتظم في عام 1851 في سلك رجال المعية السنية برتبة القائمقام (عقيد) بصفة ياور بمعية عباس الأول عام 1852، وترقى في العام نفسه إلى رتبة أميرالاي (عميد)، ووظيفة المهر دار (حامل ختم) لوالي مصر في العام نفسه أيضا.عين مديراً للجيزة عام 1853، وأطفيح عام 1856، ثم مديراً لمديرية الفيوم، ثم قنا في العام نفسه، ثم انتقل للقاهرة نائباً لناظر السكك الحديدية (1856- 1857).حاكماً إداريا لروضة البحرين (المنوفية والغربية) (1857 – 1858)، ثم وكيل روضة البحرين (1860 - 1861)، ثم فصل من الخدمة.أعاد سعيد باشا والي مصر (1854 - 1863) تعيينه لخدمة الكتابة في معيته، وأنعم عليه برتبة الميرميران عام 1862.في عهد الخديوي إسماعيل رُقي إلى الدرجة الأولى وعينه حامل ختم في يناير 1863، ثم أصبح عضواً بمجلس الأحكام (يوليو 1864)، فناظراً لخاصة الخديوي إسماعيل في أكتوبر 1864، واستمر في وظيفته كحامل ختم، وطرد من خدمة الخديوي في فبراير عام 1868.أعيد تعيينه خازناً أول للمالية (أمين الخزانة) للخديوي إسماعيل في أكتوبر 1868، ونال رتبة "الروم ايلي بكلربكي"، وأرسل في مهمة سياسية تتعلق بالإصلاح القضائي وإلى مقر السلطنة العثمانية في الآستانة، ولما عاد منها عُين مستشاراُ لرئاسة المجلس المخصوص.عُين مستشار للأمير توفيق (ناظر الخاصة) في ديسمبر 1872.تولى مهام منصب ناظر (وزير) المدارس والأوقاف في أغسطس 1873، ثم مستشاراً لناظر الداخلية، ورئيساً لمحكمة الوصاية على الأيتام (مارس 1874)، وتولى رئاسة المجلس الحسبي في السنة التالية أيضا.تبوأ منصب ناظر الأمور الإفرنجية (الخارجية) 1874 - 1875، ثم ناظر الزراعة عام 1875، 1877 ،1878، والحقانية (العدل) 1875 ،1876 ،1877 ، فناظراً لديوان المدارس والمعارف 1876 – 1877، فناظراً للتجارة (أكتوبر 1877 - يونيو 1878).كان رياض العضو المصري الوحيد بلجنة التحقيق العليا التي أصدر إسماعيل قراراً بتأليفها في يناير 1878، وأوصت هذه اللجنة بتأليف وزارة نوبار وفيها وزيران أجنبيان.عُين ناظراً (وزيراً) للداخلية في نظارة نوبار باشا الأولى (1878 - 1879).تولى مهام منصب ناظر (وزير) الحقانية (مؤقتاً) والداخلية في وزارة محمد توفيق الأولى (1879)، وكان من أعمال هذه الوزارة فض جلسات مجلس شورى النواب، وتولى رياض إبلاغ هذا القرار للمجلس وتنفيذه.كانت كراهيته للشورى وميله للحكم المطلق من أسباب قيام الثورة العرابية، فقد كان أول مطالب العرابيين في ثورة 9 سبتمبر 1881 هو إسقاط وزارة رياض لاستبدادها وعدم وطنيتها.اضطلع بمنصب ناظر الداخلية في نظارة محمد شريف باشا الرابعة (1882 - 1884)، ولكنه لم يمكث فيها سوى بضعة أشهر، لأنه كان يرى ضرورة تغليظ العقوبة على زعماء الثورة العرابية.بلغت ثروته من الأراضي الزراعية في الفترة من عام 1853 إلى عام 1864، 850 فداناً.اختير رئيساً للمؤتمر الإسلامي المصري عام 1911.تشكيله للوزارات[عدل]شكّل وزارته الأولى في (21 سبتمبر 187910 سبتمبر 1881)، وتولى فيها منصب نظارة الداخلية ومؤقتاً منصب ناظر المالية، ثم عين رئيساً لمجلس النظار للمرة الثانية (9 يونيو 1888- 12 مايو 1891) وخلال هذه النظارة تصدى لمحاولات اللورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر أن تتنازل مصر عن السودان، وأخيراً تولى رئاسة النظارة للمرة الثالثة (19 يناير 1893- 15 إبريل 1894)، وعُين فيها ناظراً للمعارف العمومية.اضطر مصطفى رياض للاستقالة عقب حادث الحدود عام 1894 الذي انتقد فيه عباس الثاني نظام الجيش المصري، مما أدى إلى غضب كتشنر السردان البريطاني آنذاك، وعزم على الاستقالة، فألزم اللورد كرومر الخديوي عن طريق مصطفى رياض بالإشادة بالجيش وسرواره في الوقائع المصرية، مما يعد اعتذاراً رسمياً عما حدث، فقدم استقالته للإهانة التي لحقت بالخديوي وبه.رئاسته الوزارة الأولى
"تشكيل الحكومة من 21 سبتمبر 1879 - 10 سبتمبر 1881"
الوزيرالوزارة
حسين فخري باشا نظارة الحقانية
داود باشا نظارة الجهادية والبحرية
عثمان رفقي نظارة الجهادية والبحرية
علي إبراهيم باشا نظارة المعارف العمومية
علي مبارك باشا نظارة الأشغال العمومية
محمود سامي البارودي باشا نظارة الأوقاف، نظارة الجهادية
مرعشلي باشا نظارة الأشغال العمومية
مصطفى رياض باشا نظارة الداخلية، نظارة المالية
مصطفى فهمي باشا نظارة الخارجية
رئاسته الوزارة الثانية
"تشكيل الحكومة من 9 يونيو 1888 - 12 مايو 1891"
الوزيرالوزارة
حسين فخري باشا نظارة الحقانية
ذو الفقار باشا نظارة الخارجية
علي مبارك باشا نظارة المعارف العمومية
محمد باشا زكي نظارة الأشغال العمومية
مصطفى رياض باشا نظارة الداخلية، نظارة المالية
مصطفى فهمي باشا نظارة الحربية والبحرية
رئاسته الوزارة الثالثة
]حكومته
"تشكيل الحكومة من 19 يناير 1893 - 15 ابريل 1894"
الوزيرالوزارة
أحمد مظلوم نظارة الحقانية
بطرس غالي باشا نظارة المالية
تكران باشا نظارة الخارجية
محمد زكي باشا نظارة الأشغال العمومية، نظارة المعارف العمومية
مصطفى رياض باشا نظارة الداخلية، نظارة المعارف العمومية
يوسف شهدي باشا نظارة الحربية والبحرية
من أهم أعماله
أوقف 1806 فداناً بالوجه البحري مساهمة منه في إنشاء دار الكتب، واستخدمت في الصرف على أجور العاملين بالمكتبة وتزويدها بالكتب الجديدة، وترميم القديمة وغير ذلك.
أصبحت الوقائع المصرية في عهده تصدر يومياً بعد أن كانت تصدر مرتين في الأسبوع.
كان مسئولاً عن إحضار جمال الدين الأفغاني المصلح الإسلامي إلى مصر عام 1871، ورتب له راتباً بموافقة الخديوي إسماعيل، وكان لكتاباته في الصحف أكبر الأثر في إيقاظ الوعي القومي في مصر.
صدرت في عهده لائحة ترتيب المحاكم الشرعية في يونيو 1880، وهي أول لائحة نظمت شئون القضاء الشرعي، واهتم رياض باشا بإصلاح المحاكم القديمة.
ساعد على إصدار جريدة المؤيد لصاحبها علي يوسف عام 1889.
إلغاء السخرة، وإبطال الضرب بالكرباج لتحصيل الضرائب، وتقليص عدد الضرائب.
أُنشِأَ في عهده مجلس بلدي الإسكندرية في 5 يناير 1890.
وضع خطة مع دوربك، خبير التعليم السويسري، للنهوض بالتعليم الشعبي من كافة نواحيه فاعتمد على إصلاح المدارس لا التوسع فيها.
نشر التعليم في أنحاء القطر عن طريق إصلاح الكتاتيب بتمويل من الأوقاف الأهلية مستعيناً بذلك بحنكة السويسري دوربك

الأربعاء، 6 أبريل 2011

تاريخ مصر وحضارتها فى عصر البطالمة

تاريخ مصر وحضارتها فى عصر البطالمة







--- النقاط الرئيسية ---موجز سريع وتمهيد من هو الإسكندر المقدونى؟مجىء الإسكندر إلى مصرتأسيس مدينة الإسكندريةالحضارة الهلينستيةنهاية عهد الإسكندرعصر البطالمة فى مصر من 330 ق.م إلى 30 ق.م - بطليموس الأولكيف انتهى حكم البطالمة فى مصر؟حضارة مصر فى عهد البطالمة - أولاً: نظم الحكم والإدارةحضارة مصر فى عهد البطالمة - ثانياً: الحياة الدينية - معبد حورس بإدفوحضارة مصر فى عهد البطالمة - ثالثاً: الحياة الاقتصاديةحضارة مصر فى عهد البطالمة - رابعاً: الحياة الاجتماعيةحضارة مصر فى عهد البطالمة - خامساً: الحياة الثقافية - جامعة الإسكندرية أو دار البحث العلمى مكتبة الإسكندرية أو دار الكتبحضارة مصر فى عهد البطالمة - سادساً: العمارة - منارة الإسكندريةمعابد دندرة وفيلةكيف تحولت مصر إلى ولاية رومانية؟ هزيمة أنطونيوس وكليوباترا فى موقعة أكتيوم البحرية






موجز سريع






سبق أن ذكرنا فى موضع آخر أن مصر شهدت نهضة أخيرة فى عهد الملك "أبسماتيك الأول" وخلفائه، لكن البلاد ما لبثت أن تعرضت لغزو أجنبى من الفرس. ظلت مصر تعانى من حكم الفرس، حتى ظهر "الإسكندر المقدونى"، الذى هزم جيوش الفرس، ودخل مصر، بذلك خضعت مصر لحكم الإغريق. وبعد وفاة "الإسكندر"، خضعت مصر لحكم البطالمة. ثم أخيراً (بعد سنة 31 ق.م) خضعت مصر لحكم الرومان، وظلت مصر ولاية رومانية حتى جاء الفتح العربى وخلص مصر من حكم الرومان سنة 641م.






                                     "الإسكندر المقدونى" (الأكبر).






تمهيد






بعد سقوط الدولة الحديثة، شهدت مصر عصراً متأخراً من جميع النواحى، فيه تعرضت للنفوذ الأجنبى الليبى ثم النوبى ثم الآشورى، وأخيراً الفارسى. وظلت مصر تحت حكم الفرس حتى عام 332 ق.م، عندما دخلها "الإسكندر المقدونى"، وقضى على حكم الفرس، وضم مصر إلى إمبراطوريته.






من هو الإسكندر المقدونى؟






هو ابن الملك "فيليب" ملك بلاد "مقدونيا" فى شمال بلاد اليونان (الإغريق)، هذا الملك استطاع توحيد بلاد الإغريق تحت زعامته، ومات قبل أن يهزم الفرس أعداء الإغريق. وقد تولى الحكم بعده ابنه "الإسكندر" عام 336 ق.م، وكان عمره لا يزيد على عشرين سنة، فاستخفت به الولايات الإغريقية، وثارت عليه فى وقت واحد، ولكنه أخمد ثوراتهم فى سرعة ومهارة. وكان الفيلسوف "أرسطو" قد باشر تربية "الإسكندر"، فنشأ محباً للحضارة الإغريقية ومتحمساً لها. استعد "الإسكندر" لغزو بلاد الفرس، فاستولى على ممتلكاتهم فى آسيا الصغرى وسورية وفينيقيا، ولم يبق أمامه سوى مصر. عُرف "الإسكندر" بلقب "الأكبر" لأنه من أعظم الفاتحين، فقد غزا معظم أجزاء العالم.






مجىء الإسكندر إلى مصر






نجح "الإسكندر" فى فتح مصر بسهولة عام 332 ق.م، ورحب به المصريون، لأنهم ظنوا أنه جاء بجنده ليخلصهم من حكم الفرس، وبسبب معرفتهم للإغريق الذين عاشوا فى مصر، والتحق الكثير منهم بجيش مصر كجنود مرتزقة. ولكى يرضى "الإسكندر" الشعور القومى للمصريين ويتقرب إليهم، زار معبد الإله "آمون" فى واحة سيوة، حيث قدم القرابين، فمنحه الكهنة لقب "ابن آمون".




                                                                                         

تأسيس مدينة الإسكندرية










عمل "الإسكندر" على أن ينشئ على شاطئ مصر الشمالى ثغراً كبيراً، يكون مركز إشعاع للحضارة الإغريقية، ونشرها فى أنحاء العالم. حقق "الإسكندر" غرضه بإنشاء مدينة الإسكندرية، بأن ردم الماء بين جزيرة صغيرة قريبة من الشاطئ اسمها "فاروس"، وقرية صغيرة على الشاطئ اسمها "راقودة"، فتكون بذلك مرسيان جميلان، أحدهما شرقى والآخر غربى (يوجد بالإسكندرية الميناء الشرقى والميناء الغربى)، وبذلك تكونت مدينة الإسكندرية، التى يطلق عليها "عروس البحر المتوسط". وقد خططها المهندسون الإغريق على شكل شوارع مستقيمة ومتقاطعة. واتخذ "الإسكندر" من مدينة الإسكندرية عاصمة للحكم اليونانى فى مصر.






الحضارة الهلينستية






فكر "الإسكندر" فى تكوين حضارة جديدة تجمع بين مزايا حضارة مصر وبلاد الشرق القديم، وحضارة الإغريق، وقد سُميت تلك الحضارة الجديدة باسم "الحضارة الهلينستية" وكانت مدينة الإسكندرية مركزاً لنشر هذه الحضارة.






نهاية عهد الإسكندر






بعد أن استقر الحكم للمقدونيين فى مصر، تركها "الإسكندر" وتوغل فى الإمبراطورية الفارسية، حتى وصل إلى الهند، ولكنه مرض فعاد إلى بابل حيث مات عام 323 ق.م، وهو فى سن الثالثة والثلاثين، وحُملت جثته إلى مصر ودُفن بالإسكندرية.






عصر البطالمة فى مصر (330 ق.م – 30 ق.م)






عملة فضية منقوش عليها صورة "بطليموس الأول" الذى كان واحداً من أبرع قادة
جيش "الإسكندر الأكبر"، ثم أعلن نفسه ملكاً على مصر سنة 304 ق.م بعد موت "الإسكندر الأكبر".






لما مات "الإسكندر" قُسمت مملكته الواسعة بين قواده، وكانت مصر من نصيب القائد "بطليموس الأول" الذى استقل بحكمها، وأسس لأبنائه وأحفاده دولة جديدة هى دولة البطالمة، التى استمرت مدة ثلاثة قرون، واتخذت الإسكندرية عاصمة لها. يُعرف خلفاء "الإسكندر الأكبر" الذين توارثوا حكم القسم الأفريقى من إمبراطوريته باسم "البطالمة" نسبة إلى "بطليموس" أحد قواد جيش "الإسكندر". وقد نعمت مصر بالأمن والخير فى ظل حكم البطالمة الأوائل، حتى عصر "بطليموس الرابع"، كما ازدهرت الحضارة الهلينستية بها، وصارت مدينة الإسكندرية أعظم مدن العالم القديم.






كيف انتهى حكم البطالمة فى مصر؟






بعد انتهاء حكم البطالمة الأوائل، ضعفت دولة البطالمة بسبب ضعف ملوكها، وتعدد ثورات المصريين ضدهم. أدى ذلك إلى ازدياد نفوذ روما وتدخلها فى شئون مصر الداخلية، وانتهى ذلك بسقوط دولة البطالمة، وصارت مصر ولاية رومانية (تابعة للدولة الرومانية) عام 31 ق.م.






حضارة مصر فى عهد البطالمة






جولة فى المتحف اليونانى-الرومانى بمدينة الإسكندرية






أولاً: نظم الحكم والإدارة






كانت حكومة البطالمة فى مصر حكومة مطلقة، ادعت لنفسها من السلطان بمثل ما ادعى به الملوك الفراعنة من قبل، واصبح الحكام البطالمة فراعنة وآلهة. اعتمد البطالمة على العنصر الإغريقى فى الحكم والحروب، ومنحوه المناصب المهمة فى البلاد، وتركوا للمصريين الإنتاج الزراعى والصناعى، والمناصب الدينية. وجعل البطالمة اللغة اليونانية لغة رسمية تستخدم فى دواوين الحكومة ومصالحها. لم يتقرب البطالمة إلى المصريين بصورة عملية إلا بعد أن قلت هجرة العنصر اليونانى إلى مصر، فجند البطالمة المصريين فى الجيش، وحقق هؤلاء نصراً كبيراً فى موقعة "رفح" عام 217 ق.م على أعداء البطالمة، بعد ذلك عادت الثقة فى نفوس المصريين، مما ساهم فى اتساع ثوراتهم ضد البطالمة بعد ذلك. قسم البطالمة مصر إلى 42 إقليماً، وكل إقليم إلى مجموعة من المراكز، وكل مركز إلى مجموعة من القرى تسمى كوم.






ثانياً: الحياة الدينية




                   "سيرابيس" - المتحف اليونانى-الرومانى بالإسكندرية.






أضفى البطالمة صفة التقديس أو الألوهية على حكمهم فى مصر. وظهرت فى عهدهم عبادة الإله "سيرابيس"، والتى كان مركزها "منف" و"الإسكندرية"، وهى مزيج بين الديانة المصرية القديمة والديانة الإغريقية. كما اهتم البطالمة بتشييد المعابد الفخمة ذات الطراز المصرى، ومن أهمها معبد "ادفو" لعبادة الإله "حورس".







                           معبد "حورس" بـ"إدفو".






جولة فى معبد "ادفو"






واتبع البطالمة سياسة تجاه الديانة المصرية القديمة تنطوى على الاحترام الكامل، وقدموا القرابين للمعبودات المصرية بهدف التقرب إلى المصريين. كما انتشرت فى بلاد الإغريق عبادة الإلهة المصرية "إيزيس".




                                                 إيزيس".




تمثال إغريقى لـ"إيزيس" وقد اعتبروها إلهة للطب - المتحف اليونانى-الرومانى بالإسكندرية.






ثالثاً: الحياة الاقتصادية






ا – الزراعة: اهتم البطالمة اهتماماً كبيراً بالنواحى الاقتصادية، وعملوا على تنمية موارد الدولة، فزادوا من مساحة الأرض الزراعية، واهتموا بزراعة أشجار الزيتون، والتين، والتفاح، والكمثرى، واللوز، والرمان، وادخلوا الساقية، وشقوا الترع وأقاموا الجسور. كما اهتم البطالمة بإدخال أنواع جديدة من الحيوانات، مثل الجمال والخنازير، كما اهتموا بتربية النحل بشكل كبير وتصدير عسله إلى البلاد المجاورة.






ب – الصناعة: نشطت الصناعة فى عهد البطالمة، وخاصة صناعة المنسوجات التيلية والصوفية، وصناعة الأوانى الفخارية والزجاجية والمعدنية، وصناعة ورق البردى.






ج – التجارة: نشطت التجارة الخارجية، وتبادل البطالمة المتاجر مع أواسط إفريقية، وبلاد البحر المتوسط، ومع جزيرة العرب وبلاد الهند والصين. كانت الإسكندرية من أعظم مدن العالم فى تجارة ذلك العصر. واستخدم البطالمة ثلاثة أنواع من العملة: ذهبية، وفضية، ومعدنية، وكانت العملة تصك فى الإسكندرية. كما أعاد البطالمة حفر القناة القديمة الموصلة بين النيل وخليج السويس والبحر الأحمر "قناة سيزوستريس"، كما عملوا على إحياء طرق القوافل التجارية بين النيل والبحر الأحمر.






ملحوظة: كثرة الضرائب التى فرضها البطالمة على المصريين، دفعت بالمزارعين إلى ترك مزارعهم، وأحياناً الثورة على البطالمة، وتدهورت الزراعة والصناعة والتجارة فى أواخر حكم البطالمة.






رابعاً: الحياة الاجتماعية






كان البطالمة إغريقاً فى حياتهم، أى أنهم عاشوا فى مصر محافظين على عاداتهم وتقاليدهم الإغريقية، وشجعوا هجرة الإغريق إلى مصر. بنى البطالمة فى مصر مدناً جديدة لهم، وأقاموا بها المسارح والملاعب والحمامات، وفى هذه المدن الجديدة انتشرت اللغة الإغريقية. لم يتدخل البطالمة فى شئون المصريين أو تقاليدهم أو أسلوب حياتهم، ومن ثم احتفظ المصريون بكل ما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم.






خامساً: الحياة الثقافية






جامعة الإسكندرية (دار البحث العلمى)






ارتبطت شهرة مدينة الإسكندرية الثقافية والعلمية بجامعتها التى أنشئت فى عهد البطالمة، فكانت جامعة الإسكندرية أكبر جامعة عرفها العالم القديم، حيث توافد عليها العلماء والمفكرون من كل أنحاء العالم. فى جامعة الإسكندرية كانت تدرس العلوم والآداب المختلفة فازدهرت علوم الفلك والجغرافيا والنبات والحيوان والتشريح والطب والجراحة والرياضيات. وكانت الحكومة توفر على نفقتها إقامة العلماء والطلاب فى مبانى الجامعة، ولعلماء الإسكندرية الفضل فى التوصل إلى الكثير من الحقائق العلمية والمبادئ الفلكية، مثل دوران الأرض حول الشمس، وتقدير محيط الكرة الرضية.






ومن أشهر علماء جامعة الإسكندرية "إقليدس" عالم الهندسة، و"بطليموس" عالم الجغرافيا، و"مانيتون" المؤرخ المصرى، صاحب المرجع الأول فى تاريخ الأسرات الحاكمة فى مصر الفرعونية.






مكتبة الإسكندرية (دار الكتب)






إلى جانب الجامعة، أنشأ البطالمة بالإسكندرية داراً عظيمة للكتب، جمعت معظم كتب الأمم القديمة، وفرض البطالمة على كل من يتعلم بالإسكندرية أو يزورها من العلماء، أن يهدى إلى دار كتبها نسخة من كل ما يؤلف من كتب، فكانت هذه المكتبة مورداً للعلماء والباحثين والطلاب. أنشأ مكتبة الإسكندرية "بطليموس الأول"، وهى أول مكتبة حكومية عامة عرفها العالم، ضمت أكثر من نصف مليون كتاب. وكانت المؤلفات تكتب على ورق البردى باليد.






ولابد أنك سمعت عن مشروع إحياء مكتبة الإسكندرية الذى تقوم به مصر بمساعدة منظمة اليونسكو (وهى منظمة عالمية تابعة للأمم المتحدة، تهتم بالتربية والعلوم والثقافة، ومقرها باريس عاصمة فرنسا)، ولابد أنك قرأت أخبار التبرعات لصالح ذلك المشروع(وربما عند قراءتك لتلك السطور يكون ذلك المشروع العظيم قد تم بالفعل)، ذلك المشروع الذى يهدف إلى إحياء المكتبة القديمة، فى شكل مكتبة جديدة تكون مثل سابقتها القديمة مكتبة عامة للبحث العلمى.






وعن مكتبة الإسكندرية القديمة قيل أنها "كانت أعظم مكتبة فى التاريخ القديم، فهى لم تكن مجرد مكتبة، ولكنها كانت مظهراً من مظاهر حضارة بأسرها، كما كانت الأساس الذى ارتكزت عليه أكبر مؤسسة للبحث العلمى فى التاريخ القديم، وهو مجمع علمى بالإسكندرية، وحوله ازدهرت جامعة الإسكندرية القديمة طيلة سبعة قرون من الزمان، حملت خلالها الإسكندرية مشعل العلم فى العالم فى ذلك الوقت…".






سادساً: العمارة






منارة الإسكندرية














                                        منارة الإسكندرية.






شيد البطالمة منارة الإسكندرية، والتى اعتبرت من عجائب الدنيا السبع، وذلك لارتفاعها الهائل حوالى 135 متراً، والتى كان نورها يُرى على بعد خمسين كيلو متراً لإرشاد السفن القادمة إلى الإسكندرية. ظلت هذه المنارة قائمة حتى دمرها زلزال شديد سنة 1307 م.














معبد "دندرة".






















صورة أخرى لمعبد "حتحور" بـ"دندرة".






زيارة لمعبد "دندرة"






كما ترك البطالمة الكثير من الآثار التى تدل على تقدم الفنون فى عهدهم، مثل معبد "دندرة" تجاه مدينة قنا، ومعابد "فيلة" بأسوان التى تم إنقاذها بمساعدة اليونسكو بعد أن هددتها مياه السد العالى.









                                                 جزيرة "فيلة".













                           لقطة من معبد "فيلة" بالقرب من أسوان.






زيارة لمعابد "فيلة" بأسوان






كيف تحولت مصر إلى ولاية رومانية؟






كانت علاقة مصر مع روما فى عهد البطالمة الأوائل تقوم على الود والتبادل التجارى، ثم بدأت روما تتدخل فى شئون مصر الداخلية فى عهد البطالمة الأواخر، حتى اعترف البطالمة بسيادة روما على مصر منذ عام 168 ق.م.






قام النزاع بين القواد الرومان على حكم الدولة الرومانية، وأراد كل منهم أن يسيطر على هذه الدولة العظيمة، وانتهى هذا الصراع بمقتل "يوليوس قيصر"، ثم اقتسم الحكم فى الدولة الرومانية القائد "أنطونيوس" الذى حكم البلاد الشرقية من الإمبراطورية، والقائد "أكتافيوس" الذى حكم البلاد الغربية منها، وقد تزوج "أنطونيوس" من "كليوباترا" ملكة مصر البطلمية.






                               كليوباترا" (من معبد "حتحور" بـ"دندرة").






ثم بدأ الخلاف بين "أنطونيوس" و"أكتافيوس"، وانتصر "أكتافيوس" على "أنطونيوس" و"كليوباترا" فى موقعة "أكتيوم البحرية" على الساحل الغربى من بلاد اليونان عام 31 ق.م، وانتحر "أنطونيوس" وتبعته "كليوباترا" بعد هذه الموقعة خوفاً من أن تُنقل إلى روما، وتسير فى شوارعها كأسيرة فى موكب النصر، وجاء "أكتافيوس" إلى مصر واستولى عليها. وهكذا أصبحت مصر ولاية رومانية




المشاركات الشائعة