إذاعة BBC

ابحث فى مدونتى

form method="get" action="/search" id="search">

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

للحديث عن حرب الستة ايام أو ما يسميها البعض بالنكسة لابد من التأكيد على النقاط الآتية كمدخل لهذا الحديث يجب أن يعرف القارئ الكريم أن الحديث عن هذه المرحلة من تاريخ الأمة العربية ليس من باب النقد أو من باب التشفي أو نظرية المؤامرة أو من باب إظهار الأخطاء و الإصطياد في الماء العكر وإنما من باب العبرة و العضة. 
" أن مصر ستبقى قلب العروبة النابض و ستبقى عروبة مصر السند القوي للأمة العربية وستبقى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر زعيم الأمة رغم أنف الحاقدين والمشككين
إن الاستراتجية العسكريه الصهيونية تعتمد على نقل المعركه دائما خارج أراضيها أي ان تقع علي أراضي العدو لافتقاراسرائيل للعمق و لتجنب الأضرار المادية والمعنوية الناتجه عن الحرب .
وتعتمد أيضا علي الحرب الخاطفه التي لاتدوم طويلا حتي لاترهق جيشها في الحرب مما يسبب خفض روحهم المعنوية وتعتمد أيضا علي اليد الطويلة فتبدأ الحرب دائما بالقصف الجوي الكثيف والمدمر لتدمير طيران العدو ودفاعه الجوي وأهم مراكز القيادة وتشل حركته و تربك خططه وإيقاع أكبر الخسائر في الضربة الأولي من المعركة حتي تستطيع فرض شروطها بمجرد وقف إطلاق النار , و أن أخطر ما تخشاه سرائيل هو حرب الإستنزاف و حرب العصابات .
التمهيد للحرب
قامت إسرائيل بحملة دعائية واسعه تظهر أنها عازمة علي شن حرب علي سوريا للإطاحة بالنظام القائم فيها ولم تكن إسرائيل تنوي ذلك فعلا, بل كانت غايتها من تلك الدعاية توريط مصر في الدخول في الحرب.
في 15 /5/ 1967 إرسل الجيش المصري الى سيناء 80 ألف جندي لرفع الضغط العسكري عن سوريا حيث كان العدو الصهيوني يحشد 11 لواء على الحدود السوريه .
وفـي 16 /5/ 1967 طلـب جـــمال عبدالناصر خروج قوات الطواري الدولية .
وفـي 18 /5/ 1967 غادرت قوات الطواري الدولية سيناء وغزه .
أعلنت مصر وفـي 22 /5/ 1967 اغلاق مضائق تيران.
وفـي 30 /5/ 1967 وقع الرئيس جمال عبدالناصر والملك الاردني اتفاقية تحالف عسكري وانهى الخلاف بين الدولتين .
تخذت اسرائيل عدة ذرائع لشن الحرب منها :-
"طلبت مصرمن قوات الطواري الدولية مغادرة اراضيها .
"قيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بإغلاق مضائق تيران وهي المنفذ المهم لتزويد إسرائيل بالأسلحه و المعدات و إعتبرت إسرائيل المضائق مياها دولية لايجوز لمصر إغلاقها .
ـ تحريك حوالي " 80 الف " جندي مصري ونشرهم في سيناء .
كان يوم " 5 يونيو 67 م " أشأم يوم في تاريخ العرب الحديث ففيه ضربت إسرائيل الطيران المصري واجهزت عليه وهو رابض في مطاراته وتقرر بعد ثلاث ساعات مصير الحرب بين العرب وإسرائيل ولذلك يمكن تسمية حرب يونيو حرب الثلاث ساعات ونتج عن تلك الحرب ان إحتلت إسرائيل في ستة أيام " قطاع غزه - سيناء - الضفة الغربية - بما فيها القدس الشريف -واحتل الجولان " .
حالة القوات قبل نشوب الحرب :-
كان هناك فرق شاسع في التدريب والروح المعنوية وأهداف المعركة بين الجانبين العربي والصهيوني كانت القوات الإسرائيلية ذات تدريب واحد تديرها سياسة واحدة وقيادة واحدة وتهدف إلي هدف واحد وهو إحتلال المزيد من الأراضي العربية لتحقيق مقولة من الفرات الي النيل ، بينما كانت الجيوش العربية تحت قيادات متعددة تديرها سياسات متنازعة متناحرة ذات أهداف متنوعة مما جعل الروح المعنوية لدي الجيوش العربية ضعيفة .
زودت الولايات المتحدة إسرائيل قبل الحرب بمعدات حربية كما أن طيارين وخبراء أمريكيين من يهود وغير يهود شاركوا في القتال ناهيك عن باخرة التجسس " ليبرتي " الأمريكية التي كانت راسية قرب الشواطيء المصرية فقد أفادت إسرائيل في نواحي مختلفة منها التشويش على عدد من أجهزة الرادار المصري و إعلام إسرائيل عن تحركات الجيش المصري ساعة بساعة .
الجبهة المصرية :-
علي أثر تهديد إسرائيل لسوريا أرسلت القيادة المصرية قوات عسكرية إلي سيناء بلغ عددها " 80 الف " جندي في أوائل " 67 م " قسمت الي خمس فرق مشاة و فرقتين مدرعتين وبلغ عدد الدبابات التي عملت مع هذه الفرق " 850 دبابة " , وتمركزت في غزه الفرقة الفلسطينية العشرون التي تضم نحو خمسة الف جندي فلسطيني وفي العريش الفرقة السابعة ووزعت الفرقة الثانية والثالثة والسادسة و الرابعة المدرعة و الفرقة المدرعة الخاصة في باقي مناطق سيناء .
وكانت القوات المصرية في سيناء وغزة مجهزه بمدافع ثقيلة من عيار " 122 ملم و 152 ملم " بمعدل كتيبة مدفعية لكل فرقة و كانت معظم الدبابات روسية الصنع من نوع " تي 54 و تي 55 "وكان في سيناء أربعة أسراب جوية .
الهجوم الجوي الصهيوني
في الساعة " 8 والدقيقة 45 " بتوقيت القاهرة كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف المطارات المصرية قصفا شديدا وفي نحو ثلاث ساعات قضي الطيران الصهيوني علي ثلثي القوات الجوية المصرية و هي جاثمة علي الأرض , و بذلك تقرر مصير الحرب بين إسرائيل والبلاد العربية .
ولكن لماذ ا وقعت كارثة القوه الجويه المصريــــــة بهــــذه الصـــــورة الاليمة ؟
يعلل العدو الصهيوني ذلك بأنهم كانوا بارعيين في توقيت ضربتهم للطيران المصري لقد تجنبوا ظهور طائراتهم علي شاشات الرادار المصري وذلك بدخولهم الأجواء المصرية و طائراتهم تطير علي إرتفاع منخفض يبلغ نحو " 15 م " لأن الرادار لايكشف الطائرات وهي علي هذا الإرتفاع في ذالك الوقت ، و جاءت موجة الطيران الصهيوني من البحر من الشمال الغربي .
وهناك سؤال أخر محير وهو لماذ ا ذهبت القيادة العسكرية المصرية صباح يوم " 5 يونيو " في طائرة من القاهره متجهة الى " جفجافه " لعقد إجتماع مع قادة الفـرق في سينـاء ، وعندمـا وجهـت الطائرات الصهيونية ضربتها الأولى للمطارات المصرية كانت طائرة المشير في الجو وكان قادة الفرق السبع في " جفجافه " بعيدين عن مراكز قيادتهم لإستقبال القيادة العسكرية ! ! ! وحتى لا نخوض كثيرا في هذا الأمر نطرح عدة تساؤلات ونترك للقارىء الكريم تحليلها وهى :
ما أثر توجه المشير وقيادته العليا في طائرة إلي سيناء و تواجد قادة الفرق فى إستقبال المشير في " جفجافه " على الوضع الميداني للقوات المصرية ؟.
وهـل ظهـرت طائـرة المشيـر علـى الرادارات الصهيونية وإذا كان كذلك فلماذا لاتسقطها ؟
وهـل نشـر الطائـرات المصريـة فـي مطاراتها وفق خطة انتشار صحيحة ؟
وبينما كانت القيادة العسكرية المصرية مشلولة هاجمت الطائرات الصهيونية المطارات المصرية على ثلاث موجات كل موجة مؤلفة من أربع طائرات وبين الهجمة والأخرى عشر دقائق , وكان توقيت إقلاع الطائرات الإسرائيلية من مطاراتها المختلفة بحيث تصل إلى المطارات المصرية في وقت واحد وتضرب المطارات وما فيها من طائرات في وقت واحد.
إستخدمت الطائرات الصهيونية نوعين من القتابل:
  • الأول عادى وزنة " 500 رطل " .
  • الثاني نوع خاص لتدمير مدارج المطارات لمنع المصريين من إصلاح المدارج و بهذا شل الطيران المصري وأصبح خارج نطاق المعركة.
الهجوم الاسرائيلي البري : -
بدأ الهجوم فى الوقت الدى بدأ فيه الهجوم الجوى , أى الساعة " 8 و 45 دقيقة " فتعرضت الفرق فى سيناء للضرب والقصف وقادتها بعيدين عنها , لم تحدث معارك قوية فعلية بين القوات المصرية والإسرائيلية وإنما عبارة عن إنسحاب دون قتال من الجانب المصرى , و إستمر هذا الإنسحاب لمدة خمسة أيام حتى العاشر من يونيو ، بسبب الربكة الأولى التى نتجت عن عدم وجود قيادة تدير المعركة فى بداية هجوم العدو الصهيوني ، وما تنتج عنها من سيطرة مطلقة لقوات العدو براً وجواً .
فـي اليـوم الأول للهجـوم عزلت القوات الإسرائيلية قطاع غزة عن بقية القوات المصرية .
وفـي اليـوم التالـي هاجمـت قـوات العـدو قوات جيش التحرير الفلسطينى وقاوم الفلسطينيون ببسالة و خسروا أعداد كبيرة نتيجه صمودهم ، وأستطاع الصهاينة أحتلال قطاع غزة مرة أخرى .
وفى يوم الثلاثاء " 6 يوينو " أصدرت القيادة المصرية قراراً بالإنسحاب العام
لجميع القوات المصرية من سيناء ، ولكن لماذا هذا الإنسحاب والقوات المصرية محصنة جيدا ولم تكن قد إلتحمت فى قتال حقيقى مع العدو .
وفى يوم الإربعاء كان الجيش المصرى المنسحب فى وضع سيء فى ممرمتلا وجفجافة , وكان الطيران الإسرائيلي يقصف القوات بشراسة وانتهى الهجوم البرى كما إنتهى الهجوم الجوى بسيطرة صهيونية تامة. الخسائر حسب الكشف المرفق
الجبهة الأردنية
كان الجيش الأردنى يوم "5 يونيو " مؤلفا من " 56 ألف " جندى نظامى منهم " 40 ألف فى الضفة الغربية , وكان مقسما إلى " 9 ألوية مشاة " ولوائين مدرعيين , لواءان مشاة فى نابلسى وجنين وأريحا , ولواء مشاة فى القدس , ولواء مشاة فى الخليل , وكتيبة مشاة على طريق القدس وتمركز لواء مشاة واحد فى الضفة الشرقية من نهر الأردن مع اللواء المدرع " 40 " ، أما اللواء المدرع " 60 " فكان فى جنين . " إن القيادة الأردنية لم تكن تأخد بجدية إحتمالات القيام بهجوم واسـع ضـد الكيـان الصهيونـي كما كان بوسعها أن تفعل , وإتضح أن الخطة الأردنية خطة دفاعية , وتبين أن الطيران الأردنى ضعيف جدا مؤلفا من "28مقاتلة و 16 طيارا ". والواضح أن دخول الأردن الحرب كان دون إستعداد أو تخطيط مسبق .
قبلت الأردن أن يتولى قيادة الأعمال العسكرية " الفريق عبد المنعم رياض " الذى وصل عمان أول يونيو1967 وهو بطبيعة الحال ليس لديه خبره بأوضاع البلاد وأحوال الجيش الأردنى. كان الإتفاق بين مصر وسوريا والأردن ينص على أن يقصف الطيران الأردنى بالإشتراك مع الطيران السورى والعراقى المطارات الصهيونية حين نشوب الحرب وبدء الهجوم الصهيوني ولكن ذلك لم يتم فى الوقت المحدد. وإنما قام الطيران الأردنى بمهاجة مطار " ناتا نيا " ثلاث مرات ودمروا أربع طائرات وهاجم العراقيون مطار " اللد " , وقصف الطيران السورى مطارى " مجدو ورامات " ولكن كان ذلك فى الوقت الضائع .
أضاع تأخير قصف المطارات الإسرائيلية فرصة إتلاف تلك المطارات إذا لم يكن لدى الكيان الصهيوني لحماية أجوائها فى تلك الساعات سوء " 12 طائرة " لأن جميع طائرات العدو الأخرى كانت تقصف المطارات المصرية. ولقد كان بإمكان إتلاف مدارج المطارات الصهيونيـة لـو قـام الطيـران الأردني والسورى والعراقى بقصف المطارات فى تلك اللحظات ، لما وجدت الطائرات الصهيونية مكان تهبـــــط فـــــيه ولكـن الطيـران الإسرائيلى بعد إنتهاء مهمته فى مصر إتجه لقصف المطارات الأردنية فى المفرق. سقطت القدس يوم الإربعاء 7 من شهر يونيو وكان يوما للخزى والعار على العرب والمسلمين , سقطت كذلك الضفة الغربية دون أن تكون هناك مقاومة تذكر ألا فى مكانين :-
  • الأول : الأماكن المحصنة قرب القدس .
  • الثانى : معركة جنين . إن الكيفية التى سقطت بها القدس و الضفة تحتاج إلى بحث كثير ودراسة موقف القوات الأردنية وكيفية تعاملها مع المعركة وهذا يحتاج إلى وقــــت وبحث طويل
الجبهة السورية
إن الخطة العسكرية التى إتخدتها إسرائيل تجاه الجبهةالسورية كانت خطة دفاعـية فـي أثنـاء عـمل قواتـها فـي الجبهتيين المصرية والأردنية وصدرت التعليمات الى القيادة الإسرائيلية فى الشمال أن تقف موقف الدفاع وصد الهجوم فقط حتى تفرغ القوات الإسرائيلية من الجبهتيين المصرية و الأردنية . أما وضع القوات السورية فى الجبهة فكان محصنا تحصينا دفاعيا قويا فى مرتفعات الجولان على طول الحدود مع الكيان الصهيونى ، ومن هده المواقع تضرب بمدافعها المستعمرات التى تطل عليها من تلك المرتفعات وقد قام الطيران الصهيونى بمحاولة إسكات هده المواقع قبل الحرب ولكنه لم يستطيع نظرا لتحصينها القوى .
كانت القوات السورية المواجهة للكيان الصهيونى خمسة ألوية فى حصون ممتـازة ولكـن غالبـية جنودهـا مـن المجنديـن ومـن وحـدات العـمال الغـير مدربين تدريبا جيدا ، وكانت القوات السورية المدربة والمدرعة التى يتكون منها الجيش السورى بعيدة عن الجبهة كإحتياطى للدفاع عن دمشق وباقى المدن السورية .
أما السلاح الجوى السورى كان نسبيا قويا فى عدده إذا كان لدى سوريا مئة طائرة قتال منها 40 طائرة ميج 21 لم تشتبك القوات السورية مع طيران
لعدو إلاَّ يومى الجمعة والسبت 9 و 10 من شهر الصيف ـ يونيو بعد أن فرغ الصهاينة من إحتلال شبه جزيرة سيناء و قطاع غزة والضفة الغربية .
قام الطيران الصهيوني بضرب خطوط الدفاع السورية بالصواريخ والنابالم أيام الا ثنين والثلاثاء والإربعاء والخميس دون أن يستطيع إسكات المدافع والمدافع المضادة للطائرات .
جمعت قوات العدو " 6 " ألوية مدرعة و ألية مع قواتها المدفعية وحركتها نحو الحدود السورية للهجوم عليها صباح الجمعة على الرغم من أن قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار كان قد صدر مساء يوم الخميس . فى يوم الخميس إشتد قصف الطائرات الصهيونية للمواقع السورية بقنابلها الثقيلة التى يتراوح وزنها بين " 800 - 1000 " رطل ، بالإضافة إلى قنابل النابالم .
وقام الطيران الصهيونى بضرب طريق الإمدادات وقطع المواصلات بين القوات السورية وبين القيادة السورية مـما أدى إلـى إنقـطاع وصـول الغـذاء والذخيرة ، ومع ذلك العناء أظهر كثيرون شجاعة وبسالة فى المقاومة حينما هاجمهم الأعداء. وجاء يوم الجمعة " 9 يونيو " وهاجم الصهاينة مرتفعات الجولان وإشترك فى هذا الهجوم ثلاثة ألوية يدعمه غطاء جوى كثيف ، وإبتدأ الهجوم من الشمال فى إتجاهيين :-
  • إحداهما : شمال شرقى نحو " بانياس " وعين فقه .
  • والثانى : جنوب شرقى نحو"القنيطرة " وجرى قتال عنيف بين القوات المهاجمة والقوات السورية دام طوال النهار .
وعند فجر يوم السبت " 10 يونيو " تابع الصهاينة هجومهم جنوب بحيرة طبريا بثلاثـة ألويـة أخـرى ، واصطدمـت بالدبابات السورية ثم تابعت تقدمها فى الوقـت الـذى كـان فيـه المظلـيُون الصهاينة يهبطون " فى الدبوسية وبطمية " ثم إتجهوا من الجنوب إلى الشمال بإتجاه القنيطرة. ولكن السوريون إنسحبوا قبل ذلك من تحصينات القنيطرة إلى خط دفاع يقع شمالا , وبذلك إنتهت معركة مرتفعات الجولان وبها إنتهت حرب الأيام الستة كما يسمونها. أما القوات العراقية التى أرسلت لمساعدة الأردن يوم " 4 يونيو " فقد ضربها الطيران الصهيونى وهى فى طريقها إلى المعركة , وما وصل منها نهر الأردن كان وصوله بعد إنتهاء المعركة .
كشـف بالقـوات التــي خاضـت حــرب "5 يونيو 1967".
القــوات الأفـــراد الدبابــــات الطائـرات
المصرية 150.000 عدد الجيش المصـرى النظامــي 1200 دبابة 456 طائـرة مـن أنـواع مختلـفة قاذفـة- ميج بمختلف الأنواع : 60 طائرة نقل 60 هيلوكبترعدد الرجال الذيـن يعملـون مـع القوة الجوية 20.000
السورية 45000 جندى نظامى 300 دبابة 106 طائرة وعدد الأفراد العاملين بالقوة الجدية " 9000 " فرد الأردنــية 56000 جنــــدى نظامــــي
176 دبابة 28 طائرة وعدد الأفراد العاملين بالقوة الجدية " 2000 " فرد الإسرائيلية 264000 فرد800 دبابة 320 طائرة منها : 48 سكاي هوك قاذفة قنابل 20 طائرة نقل 25 هيلوكبتر25 فوكر وعدد الأفراد العاملين مع القوة الجدية "8000".
المصدر
ـ الحملة الإسرائيلية 67 م .
ـ خريطة الهجوم الجوى الإسرائيلى على المطارات المصرية.
ـ كشف بخسائـــر المشتركين فى الحرب - العربى _ والصهيونى ـ القوات البشرية ـ الدبابات ـ المدفعية ـ الطائرات
مصــــر
11500 شهيد.
5000 أسير550 دبابة 350 مدفـع ثقيـل 450 مدفـع خفيف250 طائرة مقاتلة 55 قاذفة قنابل 4 عمودية.
الأردن
150 شهيد. 150 دبابة. 25 طائرة من نوع هنتر و طائرات نقل 
سوريا
150 شهيـد. 850 جريح. 40 طائـــرة.
العدو الصهيوني
679 قتيـــــلا. 2563 جريح. 100 دبابــــة. 73 طائـــــرة
المصدر:
  • كتاب القضيةالفلسطينية لعام 1967.
  • كتاب الحملة الإسرائيلية 67 م "
الدروس المستفادة من الحرب
  • خطط العرب دائما دفاعية مما يجعلها دائما تتلقى الضربة الأولى .
  • تحقيق مبدأ المفاجأة بالنسبة للقوات الإسرائيلية , حيث تم الهجوم الجوى فى وقت لم يتوقعه المصريون .
  • ضعف التدريب وضعف فى التعليم لأفراد الجيوش العربية حيث أن أغلب تعليمهم بسيط وليس لديهم قدرة كافية لإستخدام معداتهم .
  • فشل فى التنسيق والتعاون بين القوات العربية فيما بينها من حيث بدء الهجوم المضاد ومهاجمة مطارات العدو .
  • خطأ فى تقدير الموقف بالنسبة لإنسحاب القوات العربية سواء من سيناء أو الجولان .
  • عدم وجود قيادة عربية موحدة تقود الحرب وتوجه بطريقة صحيحة .
  • الدور الأمريكى الحليف الدائم للإسرائيل ومحاولة إسقاط نظام الزعيم الراحل " جمال عبد الناصر " لما لهذه النظام من مد قومى عروبى وحدوى حيث تعتبره الإمبريالية العدو الرئيسى لها فى منطقة الشرق الأوسط .
وفى الختام نحى كل جندى وضابط شارك فى هذه الحرب وما قام به بعضهم من بطولات وصمود فى وجه العدو الصهيونى .

الجمعة، 19 فبراير 2016

هو أبو محمد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، السفياني الثقفي.[2]

نشأته

ولد في منازل ثقيف بمدينة الطائف، في عام الجماعة 41 هـ. وكان اسمه كليب ثم أبدله بالحجاج. وأمه الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي الصحابي الشهيد. نشأ في الطائف، وتعلم القرآن والحديث والفصاحة، ثم عمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه، يعلم الفتية القرآن والحديث، ويفقههم في الدين، لكنه لم يكن راضياً بعمله هذا، على الرغم من تأثيره الكبير عليه، فقد اشتهر بتعظيمه للقرآن.
كانت الطائف تلك الأيام بين ولاية عبد الله بن الزبير، وبين ولاية الأمويين، لكن أصحاب عبد الله بن الزبير تجبروا على أهل الطائف، فقرر الحجاج الانطلاق إلى الشام، حاضرة الخلافة الأموية المتعثرة، التي تركها مروان بن الحكم نهباً بين المتحاربين.
قد تختلف الأسباب التي دفعت الحجاج إلى اختيار الشام مكاناً ليبدأ طموحه السياسي منه رغم بعد المسافة بينها وبين الطائف، وقرب مكة إليه، لكن يُعتقد أن السبب الأكبر كراهته لولاية عبد الله بن الزبير.
في الشام، التحق بشرطة الإمارة التي كانت تعاني من مشاكل جمة، منها سوء التنظيم، واستخفاف أفراد الشرطة بالنظام، وقلة المجندين. فأبدى حماسة وانضباطاً، وسارع إلى تنبيه أولياء الأمر لكل خطأ أو خلل، وأخذ نفسه بالشدة، فقربه روح بن زنباع قائد الشرطة إليه، ورفع مكانته، ورقاه فوق أصحابه، فأخذهم بالشدة، وعاقبهم لأدنى خلل، فضبطهم، وسير أمورهم بالطاعة المطلقة لأولياء الأمر.
رأى فيه روح بن زنباع العزيمة والقوة الماضية، فقدمه إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان داهية مقداماً، جمع الدولة الأموية وحماها من السقوط، فأسسها من جديد.
إذ أن الشرطة كانت في حالة سيئة، وقد استهون جند الإمارة عملهم فتهاونوا، فأهم أمرهم عبد الملك بن مروان، وعندها أشار عليه روح بن زنباع بتعيين الحجاج عليهم، فلما عينه، أسرف في عقوبة المخالفين، وضبط أمور الشرطة، فما عاد منهم تراخ، ولا لهو. إلا جماعة روح بن زنباع، فجاء الحجاج يوماً على رؤوسهم وهم يأكلون، فنهاهم عن ذلك في عملهم، لكنهم لم ينتهوا، ودعوه معهم إلى طعامهم، فأمر بهم، فحبسوا، وأحرقت سرادقهم. فشكاه روح بن زنباع إلى الخليفة، فدعا الحجاج وسأله عما حمله على فعله هذا، فقال إنما أنت من فعل يا أمير المؤمنين، فأنا يدك وسوطك، وأشار عليه بتعويض روح بن زنباع دون كسر أمره.
وكان عبد الملك بن مروان قد قرر تسيير الجيوش لمحاربة الخارجين على الدولة، فضم الحجاج إلى الجيش الذي قاده بنفسه لحرب مصعب بن الزبير.
ولم يكن أهل الشام يخرجون في الجيوش، فطلب الحجاج من الخليفة أن يسلطه عليهم، ففعل. فأعلن الحجاج أن أيما رجل قدر على حمل السلاح ولم يخرج معه، أمهله ثلاثاً، ثم قتله، وأحرق داره، وانتهب ماله، ثم طاف بالبيوت باحثاًً عن المتخلفين. وبدأ الحجاج بقتل أحد المعترضين عليه، فأطاعه الجميع، وخرجوا معه، بالجبر لا الاختيار.

حرب مكة

في 73 هـ قرر عبد الملك بن مروان التخلص من عبد الله بن الزبير، فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير في مكة، وأمر عليه الحجاج بن يوسف، فخرج بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها، وهنا يزعم البعض بأن الحجاج قد ضرب الكعبة بالمنجنيق حتى هدمها، وعلى هذا رد عليها ابن تيمية، فيقول في الجواب الصحيح (5|264): «والحجاج بن يوسف كان معظما للكعبة لم يرمها بمنجنيق». ويقول في الرد على المنطقيين (1|502): «والحجاج بن يوسف لم يكن عدوا لها ولا أراد هدمها ولا أذاها بوجه من الوجوه ولا رماها بمنجنيق أصلا». أما حكاية المنجنيق فبها شك من أصلها. فالحجاج قد تقدم جيشه واحتل الأخشبين (جبل أبي قبيس الذي عليه القصر الملكي اليوم، وجبل قعيقعان)، وهما مطلان على المسجد الحرام من المشرق والمغرب وقريبين إليه جداً. فما الحاجة للمنجنيق؟ والمسجد الحرام من طابق واحد غير مرتفع، ومن السهل بمكان على جيش من آلاف أن يعلوه ويدخله، وهو ليس مبني أصلاً ليكون حصناً. وهدمه لا يحتاج أكثر من بضعة أيام. فلم طال الحصار إلى عدة شهور؟ وإن دل هذا على شيء، فيدل على حرص الحجاج على الكعبة المشرفة...
أعلن الحجاج الأمان لمن سلم من أصحاب ابن الزبير، وأمنه هو نفسه، غير أن عبد الله بن الزبير لم يقبل أمان الحجاج، وقاتل رغم تفرق أصحابه عنه الذين طمعوا فيأمانالحجاج[بحاجة لمصدر] فقتل. وكان لابن الزبير اثنتان وسبعون سنة، وولايته تنوف عن ثماني سنين، وللحجاج اثنتان وثلاثون سنة.[3]

ولاية الحجاج على الحجاز

قتل الحجاج ابن الزبير وصلبه، وأرسل إلى أمه أن تأتيه، فأبت، فأرسل إليها لتأتين أو لأبعثن من يسحبك بقرونك، فأرسلت إليه: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني. فلما رأى ذلك أتى إليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعبد الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، وقد بلغني أنك كنت تعيره بابن ذات النطاقين، فقد كان لي نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق لا بد للنساء منه فانصرف ولم يراجعها. وقيل دخل الحجاج عليها فقال: إن ابنك ألحد في هذا البيت، وإن الله أذاقه من عذاب أليم. قالت: كذبت، كان برا بوالديه، صواما قواما، ولكن قد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج من ثقيف كذابان، الآخر منهما شر من الأول، وهو مبير. إسناده قوي وهذا درس في الصدع بقول الحق أمام الجبابرة، لا يقدر عليه إلا من أوتي قوة وشجاعة دين وتوكل.
بعد أن انتصر الحجاج في حربه، أقره عبد الملك بن مروان على ولاية مكة وأهل مكة.وكان وإياهم وأهل المدينة على خلاف كبير ، وفي 75 هـ قدم عبد الملك بن مروان المدينة ، وخطب على منبر النبي صلى الله عليه وسلم، فعزل الحجاج عن الحجاز لكثرة الشكايات فيه، وأقره على العراق.

ولاية الحجاج على العراق

درهم عربي ساساني نقش فيه اسم الحجاج باللغة الفَهلَوِيّة
اسم الحجاج بن يوسف منقوش على العملة باللغة العربية في عام 695 م
دامت ولاية الحجاج على العراق عشرين عاماً، وفيها مات. وكانت العراق عراقين، عراق العرب وعراق العجم، فنزل الحجاج بالكوفة، وكان قد أرسل من أمر الناس بالاجتماع في المسجد، ثم دخل المسجد ملثماً بعمامة حمراء، وأعتلى المنبر فجلس وأصبعه على فمه ناظراً إلى المجتمعين في المسجد فلما ضجوا من سكوته خلع عمامته فجأة وقال خطبته المشهورة التي بدأها بقول:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
متى أضع العمامة تعرفوني
ومنها:
   
الحجاج بن يوسف الثقفي
أما والله فإني لأحمل الشر بثقله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله، والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى. ثم قال: والله يا أهل العراق، إن أمير المؤمنين عبد الملك نثل كنانة بين يديه، فعجم عيدانها عوداً عوداً، فوجدني أمرّها عوداً، وأشدها مكسراً، فوجهني إليكم، ورماكم بي. يا أهل العراق، يا أهل النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق، إنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مناخ الضلال، وسننتم سنن الغي، وأيم الله لألحونكم لحو العود، ولأقرعنكم قرع المروة، ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل، إني والله لا أحلق إلا فريت، ولا أعد إلا وفيت، إياي وهذه الزرافات، وقال وما يقول، وكان وما يكون، وما أنتم وذاك؟. يا أهل العراق! إنما أنتم أهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فكفرتم بأنعم الله، فأتاها وعيد القرى من ربها، فاستوسقوا واعتدلوا، ولا تميلوا، واسمعوا وأطيعوا، وشايعوا وبايعوا، واعلموا أنه ليس مني الإكثار والإبذار والأهذار، ولا مع ذلك النفار والفرار، إنما هو انتضاء هذا السيف، ثم لا يغمد في الشتاء والصيف، حتى يذل الله لأمير المؤمنين صعبكم، ويقيم له أودكم، وصغركم، ثم إني وجدت الصدق من البر، ووجدت البر في الجنة، ووجدت الكذب من الفجور، ووجدت الفجور في النار، وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم وإشخاصكم لمجاهدة عدوكم وعدو أمير المؤمنين، وقد أمرت لكم بذلك، وأجلتكم ثلاثة أيام، وأعطيت الله عهداً يؤاخذني به، ويستوفيه مني، لئن تخلف منكم بعد قبض عطائه أحد لأضربن عنقه. ولينهبن ماله. ثم التفت إلى أهل الشام فقال: يا أهل الشام! أنتم البطانة والعشيرة، والله لريحكم أطيب من ريح المسك الأزفر، وإنما أنتم كما قال الله: "ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء" والتفت إلى أهل العراق فقال: لريحكم أنتن من ريح الأبخر، وإنما أنتم كما قال الله: "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار". اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام: فقال القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين إلى من بالعراق من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله، فسكتوا فقال الحجاج من فوق المنبر: "أسكت يا غلام"، فسكت، فقال:" يا أهل الشقاق، ويا أهل النفاق ومساوئ الأخلاق. يسلم عليكم أمير المؤمنين فلا تردون السلام؟ هذا أدب ابن أبيه؟ والله لئن بقيت لكم لأؤدبنكم أدباً سوى أدب ابن أبيه، ولتستقيمن لي أو لأجعلن لكل امرئ منكم في جسده وفي نفسه شغلاً، اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام"، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم فلما بلغ إلى موضع السلام صاحوا وعلى أمير المؤمنين السلام ورحمة الله وبركاته، فأنهاه ودخل قصر الإمارة." .
   
الحجاج بن يوسف الثقفي

وبين في خطبته سياسته الشديدة، وبين فيها شخصيته، كما ألقى بها الرعب في قلوب أهل العراق. ومن العراق حكم الحجاج الجزيرة العربية، فكانت اليمن والبحرين والحجاز، وكذلك خراسان من المشرق تتبعه، فقاتل الخوارج، والثائرين على الدولة الأموية في معارك كثيرة، فكانت له الغلبة عليهم في كل الحروب، وبنى واسط، فجعلها عاصمته.

حروب الخوارج

في عام 76 هـ وجه الحجاج زائدة بن قدامة الثقفي لقتال شبيب الشيباني البكري الوائلي، فكانت الغلبة لشبيب. وفي السنة التي تلتها بعث الحجاج لحرب شبيب: عتاب بن ورقاء الرباحي، الحارث بن معاوية الثقفي، أبو الورد البصري، طهمان مولى عثمان. فاقتتلوا مع شبيب في سواد الكوفة، فقتلوا جميعاً، وعندها قرر الحجاج الخروج بنفسه، فاقتتل مع شبيب أشد القتال، وتكاثروا على شبيب فانهزم وقتلت زوجته غزالة الحرورية وكانت تقود النساء الخارجيات ويروى أنها نذرت أن تصلي ركعتين في مسجد الكوفة والحجاج بها تقرأ فيهما سورتي البقرة وآل عمران ووفت بنذرها في حماية 70 من جند الخوارج ولم يستطع الحجاج منعها وقيل في ذلك الكثير من أبيات الشعر ومن أشهرها: "وفت غزالة نذرها رب لا تغفر لها"، فهرب شبيب إلى الأهواز، وتقوى فيها، غير أن فرسه تعثر به في الماء وعليه الدروع الثقيلة فغرق. وقضى الحجاج على من بقي من أصحابه.
في 79 هـ أو 80 هـ قُتل قطري بن الفجاءة رأس الخوارج، وأُتي الحجاج برأسه، بعد حرب طويلة.

ثورة ابن الأشعث

في 80 هـ ولى الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث على سجستان، وجهز له جيشاً عظيماً للجهاد. فلما استقر ابن الأشعث بها خلع الحجاج، وخرج عليه، وكان ذلك ابتداء حرب طويلة بينهما. وفي 81 هـ قام مع الأشعث أهل البصرة، وقاتلوا الحجاج يوم عيد الأضحى، وانهزم الحجاج، فقيل كانت أربع وثمانون وقعة في مائة يوم، ثلاث وثمانون على الحجاج والباقية له. وفي 82 هـ استعرت الحرب بين الحجاج وابن الأشعث، وبلغ جيش ابن الأشعث مبلغاً كبيراً من القوة والكثرة، ثم جاءت سنة 83 هـ وفيها وقعة دير الجماجم بين الحجاج وابن الأشعث.كانت من أكثر الوقائع هولاً في تاريخ بني أمية، وفيها كان له النصر على الثوار من أصحاب ابن الأشعث. وقُتل خلق كثير فيها، وغنم الحجاج شيئاً كثيراً.
وكانت تلك معركة الفصل بين الثقفي والكندي. فيها ظفر الحجاج بكل أصحاب ابن الأشعث، بين قتيل وأسير، إلا ابن الأشعث، فقد قرر الالتجاء إلى رتبيل إلا أن الحجاج هدد رُتبيل، بغزو بلاده إن لم يسلِّمه ابن الأشعث، ووافق رتبيل شريطة ألاّ تغزى بلاده عشر سنين، وأن يؤدي بعد هذه السنين العشر مئة ألف درهم في كل سنة. أدرك ابن الأشعث أنه سيُسلّم إلى عمارة بن تميم اللخمي قائد جيش الحجاج، فتحيّن غفلة من الحرس وألقى بنفسه من فوق القصر فمات واحتز جند رتبيل رأسه وأرسلوه إلى الحجاج سنة 85 هـ، وانتهت بموته ثورة كانت من أقسى الأزمات التي واجهتها الدولة الأموية.

ولاية الوليد

ثم مات عبد الملك بن مروان في 86 هـ، وتولى ابنه الوليد بعده، فأقر الحجاج على كل ما أقره عليه أبوه، وقربه منه أكثر، فاعتمد عليه. كان ذلك على كره من أخيه وولي عهده سليمان بن عبد الملك، وابن عمه عمر بن عبد العزيز. وفي ولاية الوليد هدد سليمان بن عبد الملك الحجاج إذا ما تولى الحكم بعد أخيه، فرد عليه الحجاج مستخفاً مما زاد في كره سليمان له ولمظالمه، وإذ ذاك كان قتيبة بن مسلم يواصل فتوحه في المشرق، ففتح بلاداً كثيرة في تركستان الشرقية وتركستان الغربية واشتبكت جيوشه مع جيوش الصين وكان الحجاج من سيره إلى تلك البلاد. وفي نفس الوقت قام ابن أخ الحجاج بفتح بلاد السند (باكستان اليوم).

وفاة الحجاج

أصيب الحجاج في آخر عمره بما يظهر أنه سرطان المعدة. وتوفي بمدينة واسط في العشر الأخير من رمضان 95 هـ (714 م)، قال محمد بن المنكدر: كان عمر بن عبد العزيز يبغض الحجاج فنفس عليه بكلمة قالها عند الموت: «اللهم اغفر لي فإنهم زعموا أنك لا تفعل». وروى الغساني (لم أعرفه) عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: «ما حسدت الحجاج عدو الله على شيء حسدي إياه على: حبه القرآن وإعطائه أهله عليه، وقوله حين حضرته الوفاة: "اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل"». وقال الأصمعي: لما حضرت الحجاج الوفاة أنشأ يقول:
يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا
بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِي النَّارِ
أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ؟ وَيْحَهُمُ
ما عِلْمُهُمْ بكريم العَفْوِ غَفَّارِ؟
ترك الحجاج وصيته، وفيها قال: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف: أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك، عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث.. الخ.[5]
ويروى أنه قيل له قبل وفاته: ألا تتوب؟ فقال: إن كنت مسيئاً فليست هذه ساعة التوبة، وإن كنت محسناً فليست ساعة الفزع.[6] وقد ورد أيضاً أنه دعا فقال: اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل.[7][8]
دُفن في قبر غير معروف المحلة في واسط، فتفجع عليه الوليد، وجاء إليه الناس من كل الأمصار يعزونه في موته، وكان يقول: كان أبي يقول أن الحجاج جلدة ما بين عينيه، أما أنا فأقول أنه جلدة وجهي كله.

آراء فيه

  • قال الذهبي فيه:
   
الحجاج بن يوسف الثقفي
كان ظلوماً، جباراً خبيثاً سفاكاً للدماء وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيم للقرآن... إلى أن قال: فلا نسبهُ ولا نحبه، بل نبغضه في الله، فإن ذلك من أوثق عرى الايمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبهِ، وأمره إلى الله وله توحيد في الجٌملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة الأمراء
   
الحجاج بن يوسف الثقفي
.[9]
   
الحجاج بن يوسف الثقفي
كان فيه شهامة عظيمة وفي سيفه رهق (الهلاك والظلم)، وكان يغضب غضب الملوكِ...وقال أيضاً: وكان جباراً عنيداً مقداماً على سفك الدماء بأدنى شبهة، وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها، وإلا فهو باق في عهدتها ولكن يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه...،وكان يكثر تلاوه القرآن ويتجنب المحارم، ولم يُشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج، وإن كان متسرعاً في سفك الدماء. فلا نكفر الحجاج، ولا نمدحه، ولا نسبه ونبغضه في الله بسبب تعديه على بعض حدود الله واحكامه، وأمره إلى الله
   
الحجاج بن يوسف الثقفي
.[9] كما أن ابن كثير تحدث عن بعض من عينهم الحجاج وكانوا ذوي سمعة طيبة مثل عروة بن المغيرة بن شعبة حيث ولي إمرة الكوفة.
ملاحظة : الحجاج بن يوسف أول من سأل عن عدد حروف القرآن

ميراث الحجاج

بنى الحجاج واسط، وسير الفتوح لفتح المشرق ، خطط الدولة، وحفظ أركان الدولة قامعاً كل الفتن.
غير أن الحجاج خلف أيضاً ميراثاً من الظلم وسفك الدماء لم يسبق له مثيل.
كما خلف في قلوب الناس، حتى الأمويين، كرهاً له وحقداً عليه لأفعاله، ومنها حرب ابن الزبير وقتله إياه في مكة، وما فعله في وقعة دير الجماجم.
وحقد عليه الخوارج لعظيم فعله بهم، والشيعة لعدم احترامه آل البيت، وقالوا فيه الكثير حتى لبسوا سيرته بالخوارق، والأمور المغلوطة، وأمعنوا في تقبيحه، والنيل منه، حتى صوروه شيطاناً.

بقي ميراث الحجاج حياً إلى الآن، فلا يزال موضع حرب وتطاحن بين المختلفين، ولا تزال الأخبار المختلقة تخالط سيرته، ولا زال يُلعن، ويُسب. ويراه الباحثون في التاريخ السياسي نموذجاً للطاغية الظالم سفاك الدماء.

مذهبه في الحكم

كان الحجاج يرى بتكفير الخارج على السلطان وطرده من الملة، لذلك كان يرى ما يفعله تقرباً لله يرجو به الأجر. وهذا تناقضاً في فعل الحجاج في قتل المتقين من الناس من أمثال سعيد بن جبير وبين أعمال الخير التي قام بها كالفتوحات وتعظيم القرآن وتنظيم أمور المسلمين.
قيل بعد موته أن رجلاً رفض الصلاة خلف إمام من الخوارج، فقال له أحد أئمة البصرة: إنما تصلي لله ليس له، وإنما كنا نصلي خلف الحروري الأزرقي. قال: ومن ذاك؟ قال: الحجاج بن يوسف، فإنك إن خالفته سماك كافراً وأخرجك من الملة، فذاك مذهب الحرورية الأزارقة.

الحجاج وأهل العراق والشام

العلاقة بين الحجاج وأهل العراق هي من أكثر العلاقات تعقيداً وطرافة، ومن أكثرها ترويعاً في التاريخ الإسلامي، فالحجاج وُلي على العراق كارهاً لأهلها، وهُم له كارهون، واستمرت العلاقة بينهم بالإجبار.
كان الحجاج دائم السب لأهل العراق في خطبه، فكثيرة خطبه التي يذكر فيها أهل العراق بشكل سيئ، والتي يرى فيها العراقيون إساءة إلى اليوم.
فدائماً كان يذكرهم:
"يا أهل العراق، يا أهل الشقاق والنفاق...." إلى آخر خطبه، والتي يمعن فيها في ذكر صفاتهم: "فإنكم قد اضجعتم في مراقد الضلالة..."، وغير ذلك من الخطب الكثيرة فيهم، كراهة منه لهم.
ومن ذلك أنه لما أراد الحج استخلف ابنه محمد عليهم، وخطب فيهم أنه أوصى ولده بهم بغير وصية الرسول في الأنصار، أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم، فقد أوصاه ألا يقبل من محسنهم، ولا يتجاوز عن مسيئهم، وقال لهم: أعلم أنكم تقولون مقالة لا يمنعكم من إظهارها إلا خوفكم لي، لا أحسن الله لك الصحابة، وأرد عليكم: لا أحسن الله عليكم الخلافة.
وأنهم شمتوا به يوم فُجع بولده محمد، وأخيه محمد في نفس اليوم، فخطب فيهم متوعداً إياهم.
ومن ذلك أنه مرض فشاع بين الناس موته، فخرج أهل العراق محتفلين بموته، غير أنه قام من مرضه ليخطب فيهم خطبة قال فيها: "وهل أرجو الخير كله إلا بعد الموت"

أما أهل الشام فكانوا أكثر الناس محبة للحجاج، وأكثرهم نصرة له، وبكاء عليه بعد مماته، وقيل أنهم كانوا يقفون على قبره فيقولون رحم الله أبا محمد. وكان الحجاج محباً لهم، دائم الإشادة بخصالهم، والرفع من مكانتهم، وكان كثير الاستنصار بهم، ومعظم جيشه كان منهم، وكان رفيقاً بهم.

وصف تاريخي

كان الحجاج بن يوسف بليغاً فصيحاً، محباً للشعر كثير الاستشهاد به، مُعظماً للقرآن الكريم وآياته، كريماً، شجاعاً، وله مقحمات عظام وأخبار مهولة.
   
الحجاج بن يوسف الثقفي
إن الحجاج عذاب الله، فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم، ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع، فإنه تعالى يقول ((وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ))، سورة المؤمنون آية 76.
   
الحجاج بن يوسف الثقفي

الحجاج في الذاكرة

كان للحجاج الكثير من المواقف والحكم، والحكايات الشهيرة، والأقوال الفصيحة، والرسائل، والخطب، والتوقيعات، وله مجموعة أشعار متفرقة. فقصص الحجاج وأخباره كثيرة جداً، وموجودة في كتب التاريخ، ما يدل على عظم نفوذه، ولا زالت أقواله باقية إلى اليوم، ومذهبه في الحكم باق إلى اليوم. وقيلت فيه الكثير من الأبيات بعد موته، والتي تذمه، كما قيل في حياته.
كما دخل الحجاج في القصص الشعبي، والمخيلة الشعبية، فظهر جشعاً طماعاً خاطف نساء في حكايات ألف ليلة وليلة، كما صورته المخيلة الشعبية بصور بشعة التي كانت تكتب من قبل الشعوبيين تلك الفترة وتسلط عليهم الحجاج لبدعهم وتحريفهم في الدين الإسلامي. روى المؤرخ إبن سعد في كتابه الطبقات الكبير (6/66) أن الحجاج قال وصفا نفسه: "ما أعلم اليوم رجلاً على ظهر الارض هو أجرأ على دم مني"

المشاركات الشائعة